المقال منشور بجريدة الأجيال ـ الجمعة 3/2/2012
التفاؤل في غير موضعه قمة السذاجة ومدعاة لسخرية الأقدار ..
والإنسان الذي تدور عليه أحداث الأيام ولا يتعلم منها شيئا فحتما ستدور عليه رحى نوائب الدهر ..!!
أثناء وقوع حادثة بورسعيد قفز ذهني بسرعة البرق إلي واقعة البغال والحمير التي كانت تكتب نهاية الطاغية الملعون حسني مبارك ..
منذ ذاك اليوم وحتي الأن لم ينتبه من آلت إليهم أمور البلاد لدروس عام كامل ، ولم يزل البعض يتعامل بمنتهي التسفل مع الشعب ، هؤلاء النكرات لم يزالوا مصرين علي الكفر بما تراه أعينهم حقائق ويظنون سفاهة أن الذي خلع الطاغية قد تنهكه الأحداث ، لم يفهم المدججون بالغباء أن العناد والإصرار علي استمرار هذا العمل المجيد لم يزل في بداياته ، لم يفهموا أن هذا الجيل لن يرضي أبدا بأنصاف الحلول مهما فقد من دماء ومهما اشتد عليه العناء ..
حين رحل شباب مصر يوم الثاني عشر من فبراير الماضي عن الميدان ليثبتوا أن الثوار لا يطمعون في مناصب ولا يسعون للقفز علي سلطة ، لم يكن رحيلهم إلا حسن نية قدموه بين يدي المجلس العسكري ، وقد تصنع هذا المجلس ديمقراطية مزيفة لها وجه قبيح عفن منذ أن أعلن استفتاء مارس الماضي ولم يقدم أحدنا إلا حسن النية في نسبة تصويت بالموافقة علي الاستفتاء كانت أغلبية بما يتيح الفرصة لمزيد من حسن النية في الاتجاه المقابل ولكن حسبنا أن التاريخ لا يترك مصر في منتصف الطريق ولن يترك مصر في يدي أشباه الرجال ،،،،، لقد كانت نظرة القادة غافلة عمياء فلم تري ولم تفهم أن هذا الجيل يأبى إلا نهارا كاملا
لم تحدث حادثة منذ مارس الماضي إلا وكانت ملايين الشعب تتهدر علي الميادين لتؤكد أن الثورة سيادتها مطلقة للشعب وبالشعب وأن لديها ما تحمي به نفسها من التجبر والطغيان وسط ركام من حقارة العضلات ودعارة الإعلام التي اتهمت الثورة بأبشع الإتهامات ...!!
لقد طعن الثوار في وطنيتهم ، وفي أعراضهم ، وفي ولائهم ، واتهمت الثورة بالعمالة والخيانة ولا عزاء لهذا البلد ومن فيه
يا من تمشون باسم الله ...
أليس منكم رجل رشيد ..؟!!
يا أيها المرجفون في الأرض
خلوا أماكنكم الأن ... الأن وليس غدا
خلوا أماكنكم فغدا ستنصب المشانق بالإنتقام لا بالعدل
اللهم قد بلغت وأنت الشاهد الحق