المقال منشور بجريدة الأجيال ــ الأربعاء 1/2/2012
في قضية سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز وحين قص القرآن الكريم الحدث أظهر كل الملابسات من البداية بدقة بالغة الإعجاز ( كيف تربي يوسف ، كيف عاش الحادثة التي قادته وكيف وصل إلي قصر العزيز ، كيف كان حال القصر في كل تلك المراحل وكيف هي تفاصيل الواقعة ) هذا عدل التأريخ الإلهي الذي نزل إلينا من أهل السماء والمجد ....
ما أقصده من قصة سيدنا يوسف أن الله تعالي لما حكي الموضوع أتي بكل شهادات الشهود , فقد سمعنا يوسف عليه السلام بما أنه المدعي عليه وسمعنا شهادة شاهد من أهل من ادعت الواقعه ، هذا الشاهد لم يري الجريمة ولكنه من أهل الخبرة والحنكة بما يسمح له أن يري مسرح الجريمة ونتركه ليسوق لنا رواية أقرب لما حدث ، وسمعنا أيضا شهادة نسوة المدينة اللاتي لما رأينه قطعن أيديهن وأيضا سمعنا شهادة زليخة امرأة العزيز التي كان عندها مربط الفرس وبيت القصيد ورأينا قمة الإعجاز في تصوير شهادتها في البدء حين القت بالتهمة وبعد أن حصحص الحق في نهاية المطاف ..
في هذه القضية ورغم أن كل الشهادات كانت تصب في مصلحة المجني عليه إلا أن نوايا التحايل كانت أدواتها جاهزة لتماشي إرادة الأشرار ، وينسي المحتالون دائما أن كيد العدل الإلهي باق مهما تمدد الزمان ومهما استراح البعض لدورة الأيام ، فدورة الأيام تتحرك وتتحرك معها دورة الأحداث وتتغير المعطيات بين هذه وتلك ، وقد يجد الجلاد نفسه واقفا في لحظة مصير حاسم وقادم مجهول فيحتاج لكل خصومه ، وقد رأينا كيف أن عزيز مصر حين أبصر نفسه في موقف المصير الحاسم لجأ إلي أعظم خصومه وهو في القضية التي نحكي خصم في العرض والشرف وهو أمر يشكل عبأً نفسياً مؤلماً..!!
لو أن لأحدنا أن يسأل عزيز مصر هل كنت تتوقع أن الأيام ستقود ملجأك إلي يوسف ، لن تجد منه عزيزي القارئ إلا الندم علي جلافة القلب التي قادته إلي ما فعل مع نبي الله ولو أن الزمان عاد به تارة أخري لما كان فعل وفعل ، وهكذا حال كل مذنب حين تحاصرهه ساعة الحق في يوم لا ينفع الندم
خلاصة القول ..
إن شجر الضُرِّ زوجة الطاغية مبارك لم يسمع أحدنا عنها ولا يعرف أينا ما هو دور هذه الحيزبون اللعينة فيما عاشته وتعيشه مصر قبل وأثناء وبعد الثوره ، ربما قد أسلم ويسلم معي القارئ الكريم ( وأنا مضطر أن أصدق رغم أنفي ) بأن جهة سيادية في مصر قامت بالتحقيق معها لأن جنابها تحمل جنسية أجنبية وليس لدينا متسع للمشاكل مع لعنة الدول الغربية ، ولكن يبقي حق الشعب في معرفة حقيقة هذه المرأة الملعونة في حكم مصر وما كان في يدها من صلاحيات سياسية قبل الثورة وأين تعيش بعد خلع الطاغية و ما هو دورها فيما يحدث في مصر منذ فبراير الماضي وحتي الأن ، وأعتقد أن هذه المسؤولية التاريخية تقع علي عاتق السيد رئيس الوزراء ( أبو صلاحيات رئاسيه ) ..!
وكلمة أقولها وأجري علي الله .. إنني لا أثق في كل الروايات التي تحدثت عن دور هذه الحية الخبيثه ، وأن كل ما ورد من سرد علي لسان السيد المحترم عبداللطيف المناوي رئيس قطاع أخبار التليفزيون المصري كذب مخترع لا أساس له من الصحه وأتحدي لو أن هناك من يملك دليلا واحدا علي تواجده في قصر الطاهرة أثناء أوقات تلك الأكاذيب التي سردها أو أنه مَرَّ أصلا بجوار سور أحد قصور الرئاسة في الجمهورية كلها خلال حراك الثورة الذي خلع الطاغيه
قال الله تعالي { حَتَّي إِذَاَ اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوُا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوُا جَاَئَهُمْ نَصْرُنَاَ فَنُجَيَ مَن نَّشَاَءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَاَ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِيِنْ }
صدق الله العظيم