ليس من حقي أن أحجر علي هذا الكم البشع من السادة مرشحي رئاسة الجمهورية الذين يتسابقون علي مقعد مندوب العناية الإلهية وكأنه أصبح تحت عنوان ( وظيفة شاغره ) ومن الطبيعي جدا أن يطمح أي مواطن يجد في نفسه قدرة علي استيعاب هذا المنصب أن يعد العدة لأن يصبح رئيسا محتملا ..!!
وليس غريبا أن تشترك فلول النظام المخلوع ( بكل بجاحة ) في مرحلة السباق الرئاسي بمرشح أو أكثر وهذا بالطبع أمر متاح لكل حاملي الجنسية المصرية من أب وأم مصريين حتي إن استغل هذا المرشح كاريزما الاستهلاك المحلي من أجل الترويج لحملته الإنتخابيه ، هذا الأمر وإن كان يحمل انعدام الحياء من أركان النظام المخلوع فهو بلا شك يلقي بالمسؤولية علي عاتق الشعب وخصوصا المثقفين من أبناء الوطن في توضيح رؤية معني قيام الثورة وإسقاط النظام وخلع الرئيس وحاشيته ، وحقيقة إن وصول احد فلول النظام المخلوع إلى سدة الحكم أمر وارد وغير مستبعد بالمرة قد يظن البعض خطأً أنه انهيار أو إجهاض للثورة ، ومن وجهة نظري أري ان السواد الأعظم من أتباع مبارك سواء فلول البرلمان أو أحد مرشحي الرئاسة هم إِمَّعّةٌ لن تضيف جديدا وليس لديها فكرة جديدة تسعي للترويج لها من خلال الحكم وهذا سيفرز أحد اتجاهين ، أولهما ــ إما أن تركب تلك الإمعة موجة التغيير وتمشي مع تيار الثورة وهذا ما أراه مؤكَّداً سيحدث في حال وصولهم مرة أخري للحكم خصوصا بعد أن أثبت جميع أتباع مبارك فشلهم في كل النواحي التنموية سواء الإدارية أو السياسية سواء علي الصعيد الدولي خارجيا أو حتي علي المستوي الداخلي في كل أرجاء القطر المصري ، والاتجاه الثاني أن يبدءوا في تقويض مسيرة الثورة وهذا أمر مستبعد عمليا حتي إن تم طرحه نظريا ، وإن كان كلا الاتجاهين آنفا الذكر ستكون نتيجته الحتمية إفراز نصف ديكتاتور في منصب الرئيس وإن كان هذا الأمر أيضا وارد ولكن حتي ولو حدث فلن يوقف عجلة الثورة ولن ترجع مصر مرة أخري للوراء لأنني لازلت علي قناعة أكيدة بأن الثورة المصرية الباسلة ممتدة ومستمرة لعشرون سنة قادمة وأنها لم تزل في مهدها وقادرة علي خوض أصعب مما يلاحقها كل لحظة وأن هناك كثير من المفاجآت لا يتوقعها أصحاب النظرات السطحية وفلاسفة اليأس وأرباب الهزائم ، وكلمة الحق أننا بدأنا مشوارا من الوفاء بالتزامنا تجاه الوطن والأمة ويجب علينا جميعا وبلا استثناء أن نقف علي قلب رجل واحد حتي نستطيع أن نعبر مرحلة فاصلة سيشهد التاريخ علي كل تفاصيلها وإنا إن شاء الله لعابرون وليرضي بذلك من يرضي ويأبى من يأبى
وإذا كان نصف الديكتاتور يطمح أن يمسك بصولجان العرش رئيسا جديدا لمرحلة ثورية فهذا يضعه في مأزق أخطر مما سبق خصوصا بعد أن رأيت وسمعت علي الهواء مباشرة من أحدهما أثناء الحراك الشعبي العظيم وفي حديثه الوحيد لقناة (A b c ) الأمريكية أنه لن يرشح نفسه للرئاسة بدعوي أن سنه كبر وقد فعل لمصر ( الـــكــثــيـر) علي حد زعمه ، لا أدري هل كان يقصد بكلمة مصر يعني ( مصر مبارك ) التي كان يتغنى بها كل الأفاقون والكذابون حول الطاغية المخلوع أم مصر التي هي أرضنا بكل حضارتها وتاريخها وشعبها العظيم ..!!!
والسؤال الأكثر لعنة ــ كيف يحلف يمين الولاء للوطن رئيس كاذب أفَّاقٌ متآمر ؟!
وكلمة أخيرة إلي من يدعون أنني لا أستطيع العيش بدون مهاجمة الرئيس
طبقا للشرعية الثورية هل يجوز أن يكون قائد مرحلة التغيير في بلد ثائر رئيس إِمَّعَهْ أم أن مندوب العناية الإلهية لا زال يرفض ترك الحكم ؟!!
والسؤال الأخبث ــ لماذا تعشق إسرائيل اللواء عمر سليمان النائب المخلوع ؟!
وللحديث بقيه
محمود صبري