لأول مرة يقوم نشطاء من بلد عربي بتنظيم (( جمعة )) بمعناها الذي تعودت عليه بلاد العرب منذ جمعة الغضب المصرية الأولي في الثامن والعشرون من يناير الماضي علي أصحابه السلام والهدف مؤازرة شعب عربي شقيق .... تلك كانت الجمعة الماضية ـــــ الخامس من أغسطس / آب 2011 ــــ التي نظمها نشطاء كويتيون في ساحة الإرادة وأطلقوا عليها جمعة الطرد ،،،،،،، وجدت نفسي مدعوا لحضور جمعة الطرد لمؤازرة أو لمواساة أخوتي السوريون في مصابهم أو بالأحرى مصابنا جميعا .!!
اتجهت مع رفيق لي ، كان الذي كان يومها معي هو صاحب الدعوة إلي ساحة الإرادة بعد أن اتفقت معه ألا ندخل من باب واحد ... ، وفي طريقي إلي ساحة الإرادة التي فرض عليا طوقا أمنيا من حديد ، أوقفني ذلك الضابط الشاب وقال لي : هويتك ، فأعطيته جواز سفري ، نظر فيه ثم حدق في وجهي مستغربا وقال : أنت مصري !! ، قلت له نعم مصري ، فحدثني بلهجة مصرية مصطنعة : ورايح فين يا أستاذ محمود ، فقلت له داخل ساحة الإرادة ، فقال لي تبع مين ؟!! ، قلت له داخل أقف مع أخوتي السوريين يا بيه ، فقال لي : تبع مين يعني داخل تبع مين ، استغربت السؤال وكانت صدمة لي رغم أنني كنت متيقن منها ومستعد لها ، يومها تعلمت أن المفاجأة التي أنتظرها أشد صدمة من المفاجأة التي لا أعلمها ..!! فقلت له أي تبعية أحتاجها حين أقف مع أخوتي في مأساتهم ؟!! ،،، ثم بعدها ذهبت لحال سبيلي ودخلت ساحة الإرادة ، كانت مفعمة بالضجيج من كل لون ، مصريون ، سوريون ، كويتيون يساندون أخوتنا في سورية باستماتة مشكورة منهم ، الكل يطالب بطرد سفير النظام السوري والكل يهتف بإسقاط النظام ، وجوه كثيرة تلفها الحيرة من مجهول لا تعلم متي سيأتي أو من أي جهة هو آت ، أشباح تقف بين الناس ووجوه عكرة كم كنت أتمني أن احمل سيفا لأمزق أواصلهم ، أعين الرقباء تنخر في صفوف الناس تبحث عن أسماء بعينها وأشخاص بأوصافهم ، صعد المنصة ناشط تلو الأخر ، الكل يهتف ويتحدث عن مأساة شعب عربي شقيق يقف رئيسه عائقا بينه وبين حريته وكرامته ، كأنه عدو لدود يحتل الأرض ويهتك العرض ويستبيح المال بأمر السماء ، موقف عربي رسمي مخزي يندي له كل جبين حر لازال يأخذ أوامره من الغرب ، تحركت جحافل قوته ضد ليبيا حتي يمتلئ كرش سلاطين البترول بالدولارات ، ثم يقوم بالمبادرات تلو المبادرات في اليمن وسورية لأن القاعدة بالمرصاد هنا وهناك ، فماذا لو رحب كل من شعبينا في اليمن وسورية بتنظيم القاعدة بشكل رسمي علي أرضهم ، ماذا عساه يفعل البترول لأصحابه ، بل ماذا لو تحركت إيران ضد سلاطين البترول ، ماذا عساها أمريكا أن تفعل حينها لأوغاد لم يفهموا حتي الأن طريق سير اللعبة واتجاهاتها ، ثم ماذا عساه أن يفعل أي شاب عربي اسودت الحياة في عينيه بفعل حكامه وجلاديه ؟!!!
أيها السادة ...
إن لم تتحرك الشعوب العربية وتنفجر في وجه أنظمة الاستبداد فالقادم أسوأ ولو بعد حين
لقد باتت بلاد العرب بحاجة إلي التغيير وتئن تحت وطأة أنظمة القمع والتواطؤ علي حرية وكرامة شعوب تلك المنطقة
ستبقي الشعوب وتبقي الأرض واللعنة علي كل الظالمين
والله يسدد الخطا
محمود صبري