بادئ الأمر عزيزي القارئ أود توضيح أمر غاية في الأهمية
إنني كمصري أنتمي بكل قطرة من دمي إلي أرض مصر ، لم ولن أعترف باعتذار الرئيس المصري المخلوع ولن أقبل إلابمحاكمة رأس وجميع أركان النظام وكل من انحدر خلفهم وساهم عمداً في انهيار مصر لثلاثة عقود مضت مع الأخذ في الإعتبار أن هذا الأمر شأنٌ مصري ليس مسموحا لأي طرف سواءَ كان عربياً أو غير عربي أن يُنْضِحَ دلوه علي أرضنا حتي لو كان صاحبه قد أصيب بالزعر بعد انهيارأحد أهم انظمة الحكم القمعي والتي كان دوما يركن إليها في صياغة ايلوجياته الإقليميه والدوليه....
كما أؤكد صراحة بلا أدني ريب علي انعدام ثقتي تماما في جدية إدانة النظام وتجريمه في محاكمة ترضي المصريين بجميع طوائفهم وتياراتهم علي وجه العموم وضحايا النظام علي وجه الخصوص والأهم هوالحفاظ علي أمن الوطن من تداعيات التواطؤ علي محاكمة النظام والتي ربما تتخطي مرحلة المطالبة بمحاكمة الرئيس وأعوانه إلي ما هو أبعد... !
وبعيدا عن قنابل جس النبض الملعونة وغباء الشائعات التي تلقي علينا كل حين ممن نعرف ومن لا نعرف ، فالمسألة بسيطة للغاية ،،، لننحي فساد حكم ثلاثون عاما جانبا للحظة واحدة وليضع كل منا نفسه مكان أسرة من ضحايا أوثكالي ثورة يناير المجيده ، ما هو رد فعلك لو كان ابنك أو أخيك أوحتي جار لك قد قتل لأنه يريد العيش بكرامه ، ضع في اعتبارك عزيزي القارئ الكريم أن جميع شهداء تلك الثورة المباركة خرج وهو علي يقين من موته شهيدا ومضحياً في سبيل عيشي وعيشك بكرامه ، فماذا كنت ستفعل لو كان من ذويك ؟! هل كنت ستقبل بحفنة من دولارات العائلة المقدسة في السعودية (( ربما لا يعرف كثيرون ما سبب ذلك السخاء المرعب )) ! أم كان سيرضيك اعتذار ذلك الجِلْف المحصور ؟!! وحتي لا أكلفك كثيرا فدعني اتحمل عنك عناء الإجابة .... فاليذهب مبارك إلي الجحيم ،،،،، هو وزوجته وأولاده وأعوانه وكلاب نظامه التي اطلقها داخل مصر وخارجها تعيث في الأرض فسادا وتذل البلاد والعباد ، ولتنزل لعنة السماء علي كل الضالين المضلين ولتبقي مصر فوق كل متكبرٍعنيد ، وإن ظن بعض السفهاء أن سنابك خيل الفرسان هي التي تحمي الأوطان دون شعوبها فهذا غباءٌ مكتسب لا يدل حتي علي مجرد قراءة سطحية لتاريخ علاقة المصريون بجيشهم الذي يستمد قوته وسطوته من إرادة شعب لا ينكسر مهما حاول المرجفون في الأرض كسره ،،،،،، إن الشعوب هي التي تحمي أوطانها ، منها خرج رجال الوطن وفرسانه القادرون علي إنفاذ إرادة أرضهم مهما كلفهم هذا من دماء وعناء.. وليس معقولا من دولة الحكماء ومن يتشدقون كل ساعة بالتهليل والتمجيد لثورة مصر العظيمة يحاولون في ذلٍ أن ينازعوا المجد أهله ليرتقوا منازل البطولة زورا وبهتانا مستغلين أن من قاموا بالتخطيط والتنظيم لهذه الثورة لا يريدون من أحدٍ جزاءً ولا شكوراَ ، وبكل صدق والله شهيدٌ علي ما أقول أن هؤلاء الفرسان الطاهرين المخلصين حين قرروا التضحية جعلوها لوجه الله تعالي وقدموا أجسادهم قربانا للوطن العظيم وقلب الأمة النابض مصر الخالدة ، ولم يفكر أحدهم حتي في مجرد ذكره علي صفحات التاريخ أو مجد أصيل أوبطولة مطلقة هي حق مكتسب لكل من نادي ونظم لهذا العمل الشامخ حتي صارت ميادين مصر المحروسة رمزا لكسر حواجز الخوف ولي ذراع الغطرسة والصلف لكل من تسول له نفسه المساس بكرامة أي مصري كائنٌ من كان ، وليعلم الجاهلون أن عملية مقايضة شعب مصر بمد يد العون للخروج من أزمته الإقتصادية جراء عملية التطهير الواسعة التي تقوم بها مصر الأن في مقابل العفو عن الطاغية ليس إلا تطاولاً مزرياً علي شعب مصر وظلما مجحفا غير مسموح به يضع النظام في كل من السعودية والإمارات العربية (( التي انشغل مسؤولوها عن مقابلة رئيس وزراء مصر )) في الزيارة التي كان من المفترض والمتوقع أن يكسب الخليج أضعاف ما كانت ستكسبه مصر بمراحل عديدة غدا سيحتاج الكثيرين لتلك المكاسب ـــ أقول : يضعهم في مأزق خطير يجعل من تعاطيهم مع الثورة المصرية درباً من دروب المراهقة السياسة خصوصا حين ننحني بالحديث إلي أحد أخطر الملفات علي أمن المنطقة العربية والتي باتت قاب قوسين من جر الخليج العربي إلي حافة طواحين حرب إيرانية خليجية أعتقد أن هذه المرة ستعتمد لعبة جديدة وبقواعد جديدة ستصدم كثيرين بما لا يتوقعه أحد خصوصا ممالك محور الإعتدال التي اصبح رحيلهم أمرا لا مفر منه دني اجله وطابت ساعته بعد أن أعلن رئيس أمريكا والذي هو حليف استراتيجي في كل المراحل ! أنه أصبح الأن لا فائدة من وجود تلك الأنظمة ، وسيصبح بعدها لا مفر من تقديم مصر باعتبارها صاحبة أقوي دور إقليمي ربما يضطر البعض الترحيب بامتعاض للقبول بما يسميه الأغبياء ــ فرض الهيمنة المصرية ــ كحل فعال خصوصا وأن العم سام بنحسه ودسه يعتمد الأن أيدلوجية جديدة لحماية الكيان الصهيوني في ظل انتفاض عربي أضحي يريد حلا جذريا وعاجلا لقضيته المحوريه ـــ أقصد طبعا القضية الفلسطينيه ـــ بعد أن خرج السيد المشير رئيس المجلس العسكري والحاكم الفعلي لمصر الأن بلا حرج في تصريحه (( إن معبر رفح سيفتح بشكل كامل ومستمر وهذا شأن مصري داخلي ليس من حق تل ابيب التدخل فيه )) ـــــ ولازلت أكرر أنه ليس من مصلحة جميع الأطراف استعجال عقارب الساعة .
والله يسدد الخطي
محمود صبري