ربما يظن البعض أن أرائي السياسية هي نوع من إظهار العنترية في اجتراء ، والحق أقول لا هي عنترية ولايحزنون... ببساطة ما هو إلا نوع من حنق أو غصة في النفس مما تعيشه قرة عيني مصر المحروسة والعالم العربي رغم حضارته الباقية وحاضره الأليم الذي يفجر داخلي نيران تلهب جنبات حياتي خصوصا حين أري بعض أناس من المحدثين أو سمهم إن شئت المتفذ لكين يجلسون تنظرهم خبراء إقتصاديين ومحللين استراتيجيين وحدث ولا حرج ، تارة حول ما نعيشه في مصر ما بعد الطغيان وتارة أخري حول سرد بعض من حياة طاغية لم يعرف عنه غالبية هؤلاء القوم إلا ما تسرب غفلا أو عمدا من الناعقين حول رئيسهم ، والشاهد أنني ليس بيني وبين أحدهم خلاف شخصي أكثر من كرهي الشديد والعميق لهذا النظام الذي لم يترك فرصة لعين ثاقبة تري إنجازا ماديا ملموسا علي أرض الحقيقة ، برغم ما قيل عن صاحبه وكأنه زعيم ملهم في المدينة المقدسه ..! ، أيضا بعض الناس يضع المقارنات بين نظام الطاغية المخلوع وغيره من أنظمة هزيلة تدعوني أكثر ما تدعوني إلي الإزدراء فكلها وإن لعب المؤرخ بالألقاب والأسماء فهي من نفس المورد شربت وإلي نفس المصير تذهب... قد يكون بعض العذر لهؤلاء في آرائهم المبنية علي فهم سطحي لأيدلوجية تهميش الثقافة السياسية التي لعب بها النظام علي مدار سني حكمه والتي كان من حصيلتها هذا التنازع أو التضارب في الرأي فمنهم من يري أن المجحور في منتجعه لم يكن علي دراية بما يحدث لانشغاله بالسياسة الخارجيه ! وقد قيل إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وربما أسأل سؤالا هاما الأن كم عدد مرات اختراق الطائرات الحربية الإسرائيلية للأجواء المصريه وأين كان من انشغل بالسياسة الخارجية من هذه الأحداث؟!! ومنهم من قال أن ولي عهده هو سبب الفساد وكلاهما جريمة أفدح من أختها ، ومن هؤلاء من يري ايضا أن ثورة الغضب ــ علي أصحابها السلام ــ قد وضعت أوزارها ، وهذا خرق ينم عن خلل فكري واضح لأن هناك فرق بين ثورة الغضب كحركة بدأت يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي بصرخة ـ الشعب يريد إسقاط النظام ــ وانتهت يوم الثاني عشر من فبراير بصيحة ـــ الشعب يريد إخلاء الميدان ـــ بعد رحيل متغطرس كاد أن يفتك بشعبه وجيشه معا من أجل إرضاء نزوات شيخوخته المتهالكه أقول ان هناك فرق بين ثورة الغضب كحركة والتي انتهي بعض فاعلياتها وبين ثورة الغضب كفكرة ، لأن الفكرة دائما وأبدا قادرة علي الإستمرار وهذا ما لم يفهمه كثير ممن يحاولون يأسا حتي الأن الإلتفاف علي تلك الثورة التي ربما يحلو لي الأن أن أحذر جميعهم من مغبة الإلتفاف عليها وأؤكد أنها ستنفجر في وجوه الجميع لأن المصريين الأن يريدون مصر ولا سبيل إلا أن تعيدوا مصرللمصريين قولا وفعلا ، وربما لن يجد بعض الذين يبتسمون جهلا علي أشلاء ضحايانا متسع من الوقت لأن يعطوا الشعب في المرة القادمة بعض الشوكولا ,,,,,,,,,,,,,,,,, وإن كان عليهم أن يفهموا الأن أن القادم المجهول ستكون تبعاته اسوأ مما يتخيلون
محمود صبري
1
-1
