جاءني الليل يسأل عنك، مضت شهورٌ ولم يركَ برفقتي، لا أحد هنا سوى رائحتك، تلك الرائحة التي تخللت أوردتي، واحتلّت كياني، وكم من أيامٍ احتضنتني، لا تغيب عني أبدًا.
أخبرتهُ برحيلك، وكان قد تفاجأ مثلي:
متى؟ ولماذا؟
فأجبته بأني لا أعلم، أنا أيضًا صُدمت.
عاملتهُ كطفلي الذي أنجبته بعد سنواتٍ من الحرمان، كزهرةٍ رقيقة لا أملكُ سواها،
وفي لحظةٍ ما، سحق كل ذكرياتنا في لحظةٍ واحدة،
ذهب دون أن يلوّح لي، وقبل أن يقول الوداع حتى.
متى قسوتَ إلى هذا الحدّ، يا صغيري؟
بدأت أتساءل: تُرى أيٍّ من الذكريات كانت هي الحقيقية؟
أيعقل أن جلّ ما كان بيننا كاذبًا؟
لا أصدق، أو ربما لا أريد أن أصدق.
أودّ أن أترك أثرًا كأثر الفراشة منه،
لكنه لم يعد هنا، لقد رحل فعلًا.
عاد الليل، لكنه لم يعد هو، عاد الحزن الذي نسيته منذ سنوات،
وعاد معهم شعورٌ غريب لا أستطيع وصفه، لكنه لم يعد، بقي بعيدًا كالشمس.
لا أعلم إن كان يجب أن أكرهك، أو أنساكَ على الأقل، عاجزةٌ أنا يا الله، وليس لديّ سواك،
أرجوك، ساعدني،
ساعد قلبي التائه،
فلا ملجأ إلا إليك.







































