رأيتك تشاهد جروح يدي تنزفُ فتشيحُ بناظريكَ عني، كما لو أنني لستُ أنا، لستُ مَن ناديتَها بطفلتي المدللة، أكنتَ تحمي نفسك مني أم ماذا؟ هه، يا لسخُفِ علاقتنا، أنتَ تحمي نفسك مني وأنا أفكر ماذا سأعطيكَ أيضاً، أقاسٍ أنتَ لهذه الدرجة؟ أيعقل أن أكون ساذجة للحد الذي لم أعرف فيه أنّك كاذب؟
أياً كان، أنا لستُ نادمة، لديّ الآن ما يكفي من الذكريات لأعيش وحدي، سأعطيها كل المشاعر التي أعطيتك إياها، وسأحنو عليها، وأحبّها أكثر فأكثر دون خوف، ارحل ولا تعد، لعلّي أخلِصُ لنسيانك كما أخلصتُ لك، لعلّني أستطيع إيقاظ الطفلة التي قتلتَها بداخلي، تلك الصغيرة البريئة التي لم تكن تريد شيئاً سِوى أن تبقى معك، أحزنكَ الله بقدر حزنها وأكبر، وأذاقك ذات شعورها وخيبتها، عدلاً وليس انتقاماً. لم تَعُد تعنيني يدكَ التي لم تمتد، ولا دفءُ الوعد حين تَجمّد، كان يكفيني أن تقول أنك ستبقى معي، لكنّك أطلقتَ النار قبل أن أفتح صدري للحمامة التي ظننتك جناحيها.
الآن، أقف في منتصف الليل أزرع النسيان، وأروي ترابي بدمي لا بدمعك، كلّ ذكرى منكَ، مرآة صغيرة،
أكسرها بضحكة لا تشبهني، ثم أختبئ وراء وجهي الجديد، ذاك الذي لم يَخلق لأحبك.
تستطيع الذهاب الآن، فلا مكان لكَ بعد اليوم.