أنا في الكتيبة أقوم بواجبي

يطاردني الموت فلا أبالي 

الموت بخيل يا أمي 

استخسر في يوما لقيمات الإفطار الأولي 

الموت حقود يا أمي

 غار من تمتعي بالحياة التي لن ينعم بها يوما 

أشم رائحة الدم رائحة الغدر . . . 

وأشم رائحة شعرك 

و كفوف يديك الحانية الطاهرة  

أحاول تقبيلها فلا أستطيع

 أخشى عليك من الفزع 

ففمي ملوث بالدماء 

 لا زلت في الكتيبة ...

أقف مرتديا ملابسا جديدة نظيفة 

على حدود أرضي ، أقوم بواجبي 

الموت إنهزم...

 لن يحقد علي بعد اليوم 

الحياة الآن هبة ومنحة لا ترد 

وسام شرف لا يمحي ولن يزول 

أنا ابتسم يا أمي ..

أستطيع الآن أن أقبلك و أضمك إلى صدري 

وأن أمرغ رأسي في حجرك الذي ساعني صغيرا 

 دون أن أخشي قهرا أو غدرا أو حقد الموت  

لماذا تبكي ؟ 

لا تبكي

 فأنا هنا و سأظل هنا رابضا في مكاني . . في الكتيبة 

أنتظرك إلى أن يحين موعد اللقاء 

قبلاتي يا أمي 

من أرض السلام 

 

رانيا ثروت