أن يحب الرجلُ امرأةً ذكية، فذلك امتياز لا يُقاس بالذهب ولا بالمال. هي تعرفه قبل أن ينطق، تسمع صوته في صمته، وتمنحه ما يحتاجه دون أن يمدّ يده بالسؤال. وكم هو عجيب أن يجد في حضورها مرآةً صافية، تكشف ضعفه دون أن تجرحه، وتلمح قوته دون أن تُثقل عليه بمديحٍ أجوف.
إنها لا تمنحه الأشياء فحسب، بل تمنحه نفسه؛ تُعيد إليه ما يتفتت داخله في زحام الأيام. هي الحضور الذي يُطفئ عطشه قبل أن يشعر به، والنبض الذي يجاوره حتى وهو يظن أنه وحيد. ذكية، لأنها تقرأ لغته الخفية: انكسار عينيه، ثِقل كلماته، ارتباك يديه. وواعية، لأنها لا تُسلمه ما يريد بدافع الخوف أو التملّق، بل بدافع حبٍ حرّ، يليق به رجلًا ويليق بها أنثى تعرف قدر ذاتها.
أن يعيش الرجل في ظل امرأة كهذه، فذلك أن يعيش في أمانٍ غير قابل للتفاوض. إنه لا يطلب، ومع ذلك يجد. لا يبحث، ومع ذلك يصل. وحين ينظر إليها، يدرك أن الذكاء في الحب ليس رفاهية، بل هو الخيط الذي يحفظ النار من أن تنطفئ، ويحفظ القلب من أن يتيه






































