فِي وسطِ ڪُلِّ تِلكَ الأحداثِ الّتِي تضجُ بالفوضى، حُرُوبٍ ودماءٍ، قِتَالٍ ودويِّ انفجاراتٍ تصمُ الآذانَ..
نقفُ على أعتابِ الجِهَادِ، على أهبة أن نتحرك فِي أَيِّ لحظةٍ، فننالَ إحدى الحُسنيين، إما النصرَ أَوِ الشهادةَ، حُلمٌ يُرَاوِدُنا منذُ بعيدٍ بتحريرِ أَقصانا الحبيبِ، وعسانا أن نبلغَ، وتقرَّ أَعيننـا بصلاةٍ فيه، لننالَ شرفَ شدِّ الرِّحالِ ڪما أوصانا نبينا الڪريمُ ﷺ...
هڪذا نحن نعيش أَيامَنا فِي ترقُّبٍ، تُرَى ماذا سيحدثُ غدًا؟!
ربما..!! وربما..!! وربما..!!
قَدَرُ اللهِ نافذٌ لا محالةَ، المهمُّ الآنَ أن نُصلحَ من أنفسِنا، نلتجئَ إلى اللهِ، ونتوبَ إليهِ توبةً نصوحًا ننويَ بها نصرًا.. فإن تحققَ الصلاحُ تحققَ لنا التمڪينُ، فنُقِيمَ شرعَ اللهِ على أرضِه..
{وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ من ينصرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عزيزٌ * الذينَ إِن مَڪَّنَّاهُم فِي الأرضِ أَقَامُوا الصلاةَ وَآتَوا الزكاةَ وأَمَرُوا بِالمعروفِ وَنَهَوا عَنِ المنڪرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمورِ} [الحج: ٤٠، ٤١]
اللهم إِنَّكَ تعلمُ أَنَّ أرواحَنا ترفرفُ فوقَ أسوارِ الأقصى، ڪُل نبضةٍ فينا تنبضُ بالدعاءِ، وَڪُل دمعةٍ تسقُطُ فِي السجودِ ترفعُ أمنيةَ النصرِ إِلَى السماءِ.
لسنا بعيدينَ، وَإِن حالَ بيننا وبينَهُ حدودٌ وحديد، فالدعاءُ سلاحٌ لَن يُخذلَ، والتوبةُ جسرٌ للوصولِ، والنيةُ الصادقةُ هي أولُ الطريقِ.
فلنُعدَّ أنفسَنا من الداخلِ، جهادُ النفسِ قبل جهادِ العدو..
وسيَبزغُ الفجرُ حتمـًا، وتُرفعُ راياتُ العزةِ فوقَ مآذنِ القدسِ، وسنقولُ: هذا ما وعدَنا اللهُ ورسولُهُ، وصدقَ اللهُ ورسولُهُ...
اللهم اجعلنا من الشاهدينَ على النصرِ، أو من السابقينَ إليهِ