ربما كنا كالحيوانات نشعر بقدوم الزلزال ونسمع حركة البركان قبل أن ينفجر، نتنبأ بموجات تسونامي ونعلم بوجود الخطر قبل أن نراه بأعيننا بل في الأغلب هذا كان حالنا لأننا سكنا الغابات والجبال والعراء في وقت من الأوقات قبل أن تحتوينا الحوائط وتظلنا الأسقف وننفصل عن الخارج بالأبواب ، لربما حتى لم نكن نبكي بحرقة ونتأثر كما الحاضر لأننا إذا ضعفنا صرنا فريسة لأهوال الطبيعة والحيوانات المفترسة ، التيقظ كان ضروريًا، وتلك الحاسة التي كانت لدينا ومازالت لدى الحيوانات والطيور تراجعت شيئًا فشيئًا عندما صرنا لا نحتاج اليها واستبدلناها بدورع وحصون وأجهزة لرصد التهديدات والتعدي لذا عندما يخرج شخص يتمتع بحاسة مثل تلك، يشعر بما لا يشعر به الآخرون ويرى أشياء لا يراها من حوله ويستشعر بقدوم زوابع أو خير أو أحداث في الحقيقة لا يكون مميزًا أو استثنائيًا بل هو شخص لم تنطفأ به تلك الحاسة المكبوتة التي نمتلكها كلنا برغم كل العوامل التي من شأنها أن تطفأها ، برزت فيه المقومات التي كانت راسخة ومعتادة لدى أجدادنا، لا أعلم، ربما.....
#ياسمين_رحمي
(ملحوظة: الفكرة مستقاة من كتاب أرواح وأشباح لأنيس منصور وتمت صياغتها بأسلوبي)