الآن قد تأكد بما لا يدع أي مجال للشك، تفتق ذهن "مهيطل" عن سبب إختفاء وإحتجاز الضحايا في "غزو الهسكوس" إنها غزوة المشتريات!

ولكن باتت المهمة الآن أكثر تعقيدًا حيث أصبح "جعيدي" من ضمن الضحايا، في عداد المفقودين وتراكمت المسؤولية على "مهيطل" الشقيان وعليه أن أن يتذاكى كثعلب أو ثعبان.

-جعيييداااااي، لو سمعني رد وإتبع صوتي عشان توصلي وتخرج بأمان.

-مين يروح لمين، إسمعني أنت وتتبع صوتي وأوصل لي وخرجني .

-ماشي ماشي وات إيفا.

خبطت صوابعين "جعيدي" جيبه بسبب حصاره وسط الأجساد التي تصرفت كالزومبيز الجعانة وبالصدفة عندما تحسسه إكتشف وجود تليفون لاسلكي واكي تاكي إريكسون كان قسم الملفات السرية أوي قد وفره لهما إنما لم تحن المناسبة لاستخدامه قبلًا.

أخرجه بالعافية وهو يتصبب عرقًا وضغط على الزر وقربه من فمه قائلًا:

-"مهيطل" هل تسمعني ، حول.

-ايه ده، أشتاتًا أشتوت أنا كنت متأكد أن في قوى خارقة في الهايبر ده.

-"مهيطاااااال".

-إيه ده، ده صوت "جعيدي"، صحيح الواكي تاكي... هالو "جعيدي" . حول.

-أنا دلوقتي وصلت لقسم الجبن ومفعوص عند فاترينة الموتزاريلا، حول.

-المكسرات قريبة منك؟ حول.

-ااها. حول.

-طيب شوية زبيب بقى على شوية عين جمل. حول.

-وإحنا هنعرف نوصل للكاشير يا عميل "تعلب"؟ حول.

-كاشير إيه أنت هتبستفهم جوه البالطو وتجري. حول.

-عميل "مهيطل" أنت نسيت إحنا جايين هنا ليه مش كده؟ حول.

-حاجة عن ناس إتخطفت وإتصادرت في السوبر ماركت صح؟ حول.

-عميل "مهيطل" أنا إتخنقت وطلعت كنت بضيع وقت. حول.

ثم بطرف عينه لمح العميل "جعيدي" ظلين عند قسم المخبوزات وترامى إلى مسامعه صرخات وإستنجادات. إقترب بصعوبة يتخبط بين رجل هذا وطرحة تلك ورؤوس العيال الصغيرة المزعجة وعربات التسوق المتوحشة.

-ورا شوية كده يا مدام، إرجعي، لأ لسه فيه، لسه فيه مسافة، تعالى كده شوية يا أخ، خطوتين لورا يا مدموزيل، يا جماعة نشيل بعض، نشيل بعض خلي اليوم يعدي ومن طبعنا الحاد نهدي.

ثم إقترب أحدهم بعلبة وأخذ يرمي على المارة بعسليات وهو ينادي : "عسلية بالسكر، عسلية بالفزدق، عسلية بالزبيب ، عسلية بالعسل" ورمى على "جعيدي" بواحدة.

"قعدتنا طويلة في الهايبر والعبد عايز يستنفع، سلوا شراكم بعسلية تهون شقاكم"

وأخيرًا إستطاع "جماجم" أن يرصد أصحاب الظلين وتبين أنهما الضحايا المقصودين من عملية الإنقاذ.

-"مهيطل" لقد رصدت الضحايا. حول.

-عال. حول.

-ايه عال دي. أعمل ايه؟ حول.

نظر "مهيطل" إلى الفضاء أمامه يحاول عصر دماغه ليأتي بفكرة هايلة لإنقاذ الضحايا والخروج من "غزو الهكسوس". كان هذا قبل أن...

-أعاااااااا

فقد اتاخد العميل في الوبا وتم شفطه هو الآخر وسط الجماهير والزحام وأصبح في عداد المشترين.

أخيرًا إستطاع "جعيدي" أن يصل إلى الضحايا. نظرا إليه في هلع عندما أدركا أنه يقصدهما. قال الرجل:

-أنت مين؟

-أنا المنقذ، المخلص أنا العميل "جعيدي" اللي بعته قسم الملفات السرية أوي وجينا هنا عشان ننقذكم ونخرجكم من غزو المشتريات.

-أنتوا مين..أنت بتقول ايه؟

-أنا و "مهيطل التعلب".. اه صحيح.. "مهيطل" أين أنت يا "مهيطل"؟ حول.

-أنا اخدتني الموجة وتهت وسط الزحمة والهوجة. حول.

-يا وقعة طين. حول.

-انت أحوالك ايه طمني عليك وقول فين الاقيك مشتاق لعنيك وبموت من شوقى ليك ؟ حول.

-انا رصدت الضحايا ودلوقتي إحنا محبوسين مع بعض. حول.

-إمممممم. إمممممم. حول

-إحنا حصلنا تدافع من الجماهير ووصلنا دلوقتي لقسم اللحمة والفراخ. حول.

-طيب إيه خطتك؟ حول.

-مش عارف بس أكيد في حل علمي عملي. حول.

-يلا جود لاك. حول.

-كل واحد فينا هيفرد دراعاته على زميله اللي قدامه، طابور مستقيم وانا هبقى ف أول الطابور عشان نخرج قبل السحور.

-يا سلام وإشمعنى أنت بقى تبقى أول الطابور؟

سألت الزوجة وقد وضعت يديها على خصريها وبدا عليها الإنزعاج والغيرة.

-عشان أنا اللي هخرجكم يا نبيهه وعشان أنا متفوق في الماث والساينس والأول عليكوا.

مشى الصف في خطى مستقيمة محسوبة دقيقة منظمة آخر حاجة. رفع "جعيدي" رأسه في فخر ويكأنه قائد كتيبة وجندي باسل خطير قادر على التدبير والتدمير. وقفت الجموع تنظر إلى هؤلاء الثلاثة في إعجاب وتعجب من تلك القدرة على إختراق الزحام والمعارك الدائرة بين ثلاجات السمك والمنظفات. "من هذا الهمام الذي يتقدمهما ويتحرك برشاقة وحركات حويطة، أنه رائع يقضي على 99% من الإحتجاز وسط الفترينات الإزاز.

ثم... إنقشعت الغيمة والزحام ولمح من بعيد الزميل العزيز، شريك المهمات والصعاب... أنه.. أنه "مهيطل التعلب".. رفع "مهيطل" رأسه ببطء ، في الخلفية دارت موسيقى هادئة مثيرة في ذات الوقت..

رفع "جعيدي" الواكي تاكي وقال بصوت متأثر:

-ايوه يا زميلي مفتقدك أوي كنت فين وبعدت ليه عني ولا أقولك بلاش الملامة سيدي أنا حمد الله عالسلامة. حول

-حول ايه يا "جعيدي" ما انا قدامك أهو؟

-أصلي حبيت موضوع الواكي تاكي ده. حول.

إقترب الإثنان في خطى هادئة نحو بعضهما برأس مرفوعة ونظرة واثقة خارقة وأجساد مفرودة كالمسطرة وحضور جبار يخلي الجمهور ينهار ثم ضيق "مهيطل" عينيه وقال:

-هما فين الضحايا يا "جعيدي"؟

-ايه ما الذي تتحدث عنه؟؟

-الضحايا يا "جعيدي" اللي إحنا جايين ننقذهم؟

نظر "جعيدي" بفزع وراءه فلم يجدهما ولكنه سمع أصوات إستغاثة وأدرك أنه قد أفلتهما ولم ينتبه لهما منذ برهه وأنهما قد إنحبسا وتاها مرة أخرى في الزحام ثم سمع أحدهما يقول من بعيد:

-تبااااااااااااً.

-والعمل ايه دلوقتي يا زميلي؟

أشار إليه "مهيطل" أن ينتظر في مكانه ثم أخرج محموله وطلب قسم الملفات السرية أوي. رد عليه "عديل الجعجعوني" فقال "مهيطل" وقد وضع صوابعه على عينيه وبدا أنه يقاوم النحيب بصوت مهزوز:

-خرجوني من هنا أنا عايز أروح لأمي.

-حسنًا حسنًا لا تجزع، إنتظر حيث أنت، لا تتحرك، أوعى.

فجأة سمع العميلان صوتًا مدويًا كمروحة أو بالون طائر أو.... إنها مروحية نعم، مروحية، بالتأكيد! ثم نظرا فوقهما ليجدا جزءمن السقفة قد وقع وترك فجوة مستديرة وتدلت حبال من طائرة هليكوبتر رمسيس.أمسك كل من العميلان حبل وتم سحبهما إلى الطائرة ثم إنطلقت وهي بتأمريك في الهوا وإرتاح العميلان أنهما في الهوا سوا.

"يتبع"

"تو بي كونتينود"

#الملفات_السرية_أوي

#مهيطل_وجعيدي_في_مواجهة_المستحيلات

#ياسمين_رحمي