وامنحني العطية دون ثمن.. أدخلني الجنة وأنا مازلت على الأرض.. ارحم عقلي من الانشغال بموازنات الدنيا وتوقعات انقلاب الأيام.
أنا ألهو بالصبر منذ عرفت فكرة الأيام والتقويم.. كان يلهو هو بي في بدايتنا معا.. فظللتُ أحايله وأنازله حتى جاء يومٌ وهزمته في عقر داره.. في الانتظار والتسليم والقبول.
فقلت الزهد الزهد.. الزهد جنتي.
لكن دنياك حلوة.. والأحلام تمنحها ألوانا رائقة ساحرة تشغل العين عن ألم النظر في الخيبات السابقات.
أنت من خلقت الدنيا وخلقتني وأجريت بيننا هذه المجادلة السرمدية.. أنت لا تعين دنياي علىّ.. بل إنك كثيرا ما تعينني عليها.. لكنني اليوم أريد العطية خالصة.. دون أن أنشغل بحسابات الأيام .. أريد أن تكون المسألة بيني وبينك متحررة من قوانين الدنيا.. أعلم أن ذلك لا يكون إلا في الجنة.. لكنك أنت خالق الجنة.. أنت صاحب الأكوان أجمعين.. وما الدنيا والجنة وأنا إلا قطرات بين يديك.. تُسقط تلك وترفع هذه.. ما لأحد منا عليك سؤال.
وأنا لا أسأل.. أنا أتذلل
فارحم ذلتي واقبل دعوتي.. وافتح لي على أرضك جنة باسمي.. جنة تخصني.. أركض إليها.. وأسكن فيها.. وأتدلل بين عطاياها.. فأختار تلك الآن وأرجئ هذه لغدٍ.. فكلهم ملكي.. كلهم خالصون لي..
وكلهم منك..
وكلنا لك..
فامنحني يا ملك.