قالت "تعودت من سنوات على رغبتي المتواترة في الصراخ، وتعلمت بتكرارها عبر السنين كيف أنها تأتي بعد الشدائد التي لم أستطع التفاعل معها أو حلها، وأنها تهدأ بعد حين مهما بلغت شدتها، حتى أنني كنت أنساها تماما لأسابيع وشهور متواصلة.. رغم بشاعتها بما تلقيه في نفسي من هم عظيم لكنني كنت أعرف حدودها وأتعامل معها بمنطق القبول الإجباري لمؤقتٍ لا مفر من قبوله متعللة بالأمل في كونه سيزول بعد حين..
اليوم انتبهت.. لقد حلَّت رغبتي في الصراخ على قلبي قبل ما يقارب الأسبوعين، وهي متجددة لا تختفي.. تهدأ قليلا بالانشغال مع الناس لكنها تعاود اتخاذ موقعها المكين بمجرد أن أصبح وحدي.. هل تفهمينني يا معالجتي الماهرة؟ لي أسبوعان متواصلان رغبة الصراخ تكتم نفسي وتحكم تفكيري.. أنت لا تعلمين كم هو صعب كبح رغبة الصراخ.. وأنا لا أعلم كم سأستطيع التحكم فيها ومنعها، وإلى متى سأملك الحكم عليها.. والمرعب في الأمر أنني لا أتخيل نفسي صارخة إلا وسط حشد من أناس يعرفون عني كمال العقل وهدوء النفس، ويتخذونني قدوة.. تخيلي يا معالجتي الماهرة.. سأصرخ وسط حشد يراني من الحكماء ويتوسم في المثال الكامل لطيب النفس وسكينة القلب.. أتعلمين.. بمجرد تخيل مشهد صراخي هذا تتضاعف رغبتي في الصراخ... آآآآآآآه.. آآآآآآآه".
فجاوبتها "آآآآآآآه.. آآآآآآآه.. آآآآآآآه"