عندما أدخلوك ماكينة التصنيع لم ينتبهوا لطبيعة مادتك الخام.. الممتنعة على التشكيل.. المحفورة في عين الوقت كالقنديل.. الموسومة بالنور.
ماكينة التصنيع ستحاول إعادة تشكيلك.. ستلقى عليك ألوانا ليست منك ظنا منها أنها بذلك تمنحك بهاء مُلفتا.. وستكسر بعض أضلاعك وتعيد توزيع أركانك ظنا منها أنها بذلك تحيلك لصورتك الأكثر جاذبية واتساقا مع عالمها المفتعل.. ماكينة التصنيع ستنظر في مقاومتك غير المفهومة وتحاول كسرها ظنا منها أنها تعرف صالحك أكثر منك.
لكن ماكينة التصنيع بكماء عمياء.. وأنت المُتكلم المُبصر،
فارفض فعلها واقتلع نفسك من براثنها المسنونة..
ارفضها ولا تخف.. علي أن تعرف ماذا أنت فاعل خارج إطارها.
ارفضها ولا تخش غضبها، بل اعلم أنها ستلفظك سريعا.. فهي لا تفهم الغضب ولا تعرف المحبة..
ولا تمجد إلا دُماها الباهتة.