كانت دوما خليصة من والاها، تجاوب سعيه، وتقبل وداده دون تفريط.. لكنها لم تكن توالى أحدا، ولا تسعي لأحد.. أبدا
وكانت كذلك سراب من تولَّى عنها.. إذ كم تولي عنها جُهال وسُذج ثم عادوا، فلم يجدوا من طيفها إلا لمعة ما يذكرونه من معيتها..
أما حضورها.. فلا يعود متاحا للمغادرين الخائبين..
وعلى ذلك، كان في موالاتها الخير كله، وكان في التولي عنها الخسران المبين..
فإنها على عظيم رقة روحها وعميق طيبة الفؤاد فيها لا تغفر لمن أغفل نورها، ولا تعيد مغادرا إلى حيث ما كان منها..
منازلها عامرة دوما، ونورها يختار أهله
أما ودها.. فلا يستطيع مخادع خداعه، مهما تعاظمت منه الحيل.