انتبه يا فتى.. أنت لن تتعلم أبدا هزيمة الوقت..
لا أحد يتقن هزيمة الوقت.. أنت قد تهزمه مرة ما، في حال ما، بوسيلة ما.. لكنك -وإن تكررت مرّات انتصارك عليه- لن تملك وسيلة تحفظ بها ماهية ذاك الانتصار.. يظل الوقت خصما جبارا.. لا سبيل لضمان فهمه، ولا إسقاط سلاحه، ولا اعتياد قوته.
لا أحد يتقن هزيمة الوقت.. ليس لك مع الوقت سوى أن تدخل الجولات أمامه.. فتتحمل، وتسعى، وتحاول الفهم، وتجرب الصبر، وتعاند الخوف.. ستفعل ذلك كل مرة.. كل مرة.. فإن قُوى الوقت لا تبلى، وفعله لا ينقضي، وحيلته لا تنكشف.. ستفعل ذلك كل مرة.. وإن فزتَ اليوم بكل هذه الأفعال مجتمعة، فلا شيء يضمن لك حين اجتماعها لديك مرة تالية أن تفوز.
لا أحد يتقن هزيمة الوقت.. إنما الوقت يدعُنا نظن أننا هزمناه.. حين يسمح لنا بالمرور فيه.. واستقبال خفيف لحظاته الحلوة بعد احتمال ثقيلها المر..
لا أحد يتقن هزيمة الوقت.. ولا أحد يملكه، ولا أحد يرسم له خريطة سير وانتقال.. ليس لك مع الوقت إلا التسليم بكبريائه وتقبل أحكامه .. والصبر على آلامه..
وإنشاد الأمل.
#راقية_جلال_الدويك
#بنت_جلال