لعل من اخترع المنازل كان بالأساس يريد الاختباء..
فلما اختبأ.. أصابه الحنين للسِعَة، فجعل في البيت النوافذ..
فلما كشفته النوافذ لعيون الآخرين، جعل عليها الستائر..
فلما حجبت الستائر النور، جعل المصابيح..
فلما أرّقت المصابيح عينيه أطفأها.. فسادَ الظلام..
فلما بددت الشمسُ الظلام.. ترك المنزل بمصابيحه، وستائره، وشرفاته، وانطلق في نور النهار..
فلما طغى عليه بردُ الليل.. عاد للمنزل!
كان اختباؤه في الأساس من وحشة، ومن برد.
قُطبان يتقاذفان خطوة قلبه الشقيّ.. والقلبُ ضيَّعَ الخُطى.
#بنت_جلال