أنا أدور مع الكتابة وجودا وعدما.. إن غمرني النص استسلمت له حتى رضي عني ورضيت عنه، فقبل الظهور وقبلتُ الاقتران.. وإن جافاني جافيتُ الدنيا كلها وانسحبت مُكرهة من دوائر البصر والاستبصار، وركنت إلى حجرة سكوني التي لا يدخلها غيري أحد، ولا يعرف وحوش أركانها غيري أحد.
أنا أدور مع الكتابة حياة وموتا.. إن صمِتُّ فاعلموا أنني بقلبي المجبور في كهفي المهجور، وإن تحدثتُ فأحسنوا استقبال حديثي، فإنما هو روحي منقولة على موائد الحرف والتشكيل.. وانظروا دوما في عيون نصوصي بلا خوف ولا عجب ولا استحياء.. فإنما هي حجابُ روحي ورداء قلبي وسُترة عقلي.. أمنحها لكم كلما سمحتْ هي لي أن أمنحها، وأضنُّ بها حين تضن علىَّ هي بذاتها الماسية المصقولة الغراء.
أنا أدور مع الكتابة قلبا وعقلا.. أصوغ النص بميزان عقلي الرزين، وألونه بألوان قلبي الصادق، فيصير قطعة مني معروضة لأعين الناظرين..
فمتى ناظروه صاروا عشيرتي.. ومتى وصل عقلهم صاروا أصدقائي.. ومتى مس قلوبهم صاروا أهل قلبي.
فيا أهل قلبي سامحوا أوقات صمتي.. واحتفوا بساعات حضوري.. ثم أحسنوا الظن عني فيما لا تعلمون.
#راقية_جلال_الدويك
#بنت_جلال