من قال إن اليقين وجهةٌ نصلُ إليها ونسكن فيها لم يعرف كنه اليقين يوما..
إنما اليقين مسيرات متوالية يرمُقها الشك عدوا متربصا، وكلما أتقنتَ في نزاله سلاحا جدد في نزالك أسلحة، فزلزل انتصارك السابق، وزعزع أملا في انتصار قادم لك عليه..
تظل تقطع الطريق من الشك إلى يقينك، فتصل وتتقهقر، ثم تصل وتتعطل، ثم تصل وتسكن.. حتى يحين موعد جولة الشك الجديدة.
من قال إن اليقين وجهة نصل إليها ونسكن فيها لم يتحرك من منزل التسليم الفطري -ويالحسن أقداره الطيبات- ولم يجرب اقتناص اليقين بعد اليقين..
فما هو يقين واحد وما هي مسيرة واحدة.. إنما عمرك مسيرتك، ويقينك مسعاك، وسكينتك لن تتهيأ لقلبك إلا من قبولك لنخسات الشك نِزالا وراء نِزال.. غير هياب الهزيمة.. غير منقطع الأمل.. غير مُغمد الحُسام.
اليقين أََجَلُّ ما يجنيه قلب يغامر بالسكينة في سبيل الفهم، وأعزُّ ما يحارب في سبيله عقل مستبصر.
#بنت_جلال