أنا معك في الجد واللهو، في الشك واليقين، في الرضا والسخط، في الفهم والحيرة..
ما عادت تسري على شروط العالمين لمعيتك، لقد عبَّدتُ مسالكي إليك بأظافر قلبي الذائب خوفا وحبا.. بل لقد شققت مني إليك طرقات جديدة من صنع عذابي وسؤالي، وبلون يقيني بعد حيرتي.. طرقات أعلم أن أحبابا كثيرين لك لن يستسيغوا طرقها.. بل لعلهم يستنكرون زهوها وظلامها.. سيقولون لا.. لم نعهد هذا التشكيل المتداخل من قبل.. أين الأبيض والأسود.. أين الخطوط المستقيمة.. أين نضع أوزارنا وكيف نحطها عن أكتافنا.. وفي أي مخبأ أخفيتِ دلائل القبول وعلامات الوصول.
أحبابك المساكين.. الذين لم يجربوا الهرولة إليك حين تتحول إلى سير كسيح لكنها لازالت توصل إليك، ولم يجربوا الشك المُفتِت للفؤاد حين يستنفذ أغراضه من الفؤاد فيغادره وملؤه اليقين.
أحبابك المساكين الذين يخشون تجربة المحبة، ويفضلون الإشارات المعلبة، والمسارات المهترئة من خطى السابقين..
أحبابك المساكين!
أما أنا.. وحدي بطريقي.. أتعثر وحدي.. وأتعلم وحدي.. وأرسم خريطتي وحدي.. وأصل أليك وحدي من بابي الملكي الخفي المتين.
أحبابك المساكين أحبابي..
لكنني أنا حبيبك الفريد.. ليس مثلي في العالمين حبيب.