امبارح بالصدفة صديقه فكرتنى بفيلم جميل جدا..قلت ما نتكلم عنه..ازاى مجبناش سيرته قبل كدا!!

"The king's speech"...

 

"خطاب الملك" المأخوذ عن قصة حقيقية...الملك "جورج السادس" ملك بريطانيا السابق ووالد الملكة اليزابيث...

 

بيبدأ الفيلم باحراج كارثى تتعرض له العائلة المالكة البريطانية...بسبب تلعثم الأمير "ألبرت" وفشله الذريع فى إلقاء خطاب نيابه عن والده فى أحد أهم المناسبات الاجتماعية... تلعثم و فترات من الصمت وحروف بتتكرر بما لا يليق بالابن الثانى لملك بريطانيا "جورج الخامس" الخطيب المفوه والرجل القوى....

 

من قريب شويه..حتحب الأمير ألبرت...أب حنون لطفلتين...زوج طيب بتربطه بزوجته رابطه جميله وقويه..خليط من الأمومة و الحب...ردها لما بيشتكى لها من الاحراج اللى اتعرض له كان " حين قابلتك قلت لديه لعثمه جميلة. لن يصبح ملكا ابدا..لهذا احببتك وتزوجتك" ..بكل بساطة بتمنحه القبول و الحب و بتحول العيب المفترض لميزة كبيرة خلتها تتجوزه ......

 

لكن أبوه بيضغط عليه...فى ظل طيش وريث العرش المفترض " الأمير ديفيد" ..بيكون من الواجب اعداد شخص مساند للملك القادم..و الشخص المناسب اكيد هو اخوه الأصغر ألبرت ..الثانى فى ترتيب العرش..بيجرب علاجات كتير..تدخين السجائر المتواصل (كان بيقال أنها بتنظم التنفس!) ...طرق قاسية وغريبه ...و بتفشل كلها...

 

فى يوم زوجه ألبرت بتقرأ اعلان عن معالج لمشاكل النطق..استرالى الجنسية بيعيش فى حوارى لندن "ليونيل لووج" ..بتقنع زوجها يروحوا يجربوا....

 

اول لقاء بين ألبرت وليونيل "أو بيرتى زى ما عائلته بتناديه" بيكون سىء للغايه..بيسمع بيرتى الأمير و هو بيتلعثم و يتكلم معاه و بعدين بيقوله أن مفيش سبب عضوى للتلعثم وانه لا يعانى من شىء...عشان يثبت دا بيطلب من الأمير إلقاء مقطع من مسرحيه"هاملت" بس وهو لابس سماعات كبيرة مشغل فيها موسيقى عالية عشان ميسمعش نفسه وهو بيتكلم...ليقوم الأمير ألبرت بإجراء التجربة لكن بيغضب ويثور بشده ويتهم بيرتى بعدم المهنية..بيتقبل بيرتى الإتهامات بهدوء و يدى الأمير اسطوانه مسجل عليها القاءه أثناء التجربة..ويقوله يسمعها فى وقت ما.. هديه..

 

بعدها بوقت قصير..الملك جورج الخامس بيطلب من ابنه ألبرت إلقاء خطاب الكريسماس بدلا منه...بيفشل ألبرت بشده وبيظهر التلعثم واضح جدا فى حضور أبوه .... بزيادة عن المعتاد كمان..بيثور الملك الاب و يدخل في موال (يا خيبه أملى فى ولادى) بسبب وريث العرش"ديفيد" اللى بتربطه علاقة بايدى سيمبسون الاميركيه المطلقة مرتين و بالتالى لا يمكن لابنه الزواج منها...وابنه التانى المستقيم الطيب المحترم..لكنه متلعثم بما لا يليق بملك....

 

يومها بيرجع ألبرت بيته ويفكر..ويقرر يسمع الاسطوانه اللى أهداها له "بيرتى"..عشان هو وزوجته تحصلهم مفاجأة..ألبرت بيلقى بدون تلعثم ومخارج حروف سليمة تماما....

بيرجعوا ل"بيرتى" و يقرروا يستكملوا معاه العلاج...بشرط عدم معرفة اى مخلوق لهويه المريض المهم ...

 

بتتكون رابطه صداقه جميله بين الرجلين ...لحظات الاستراحة من العلاج بتكون هى اوقات العلاج الحقيقي.. لما ألبرت ياخد راحته ويبدأ يفضفض...عشان نعرف أن ألبرت اتعرض وهو صغير لعنف لفظى بشع من أبوه ....مقارنه مستمرة بينه وبين اخوه ديفيد ...المحبوب اللطيف الكامل...عقاب مرعب وتجويع وضرب اتعرض لهم سنين من المربيه الخاصه به عيلته لم تكتشفه الا متاخر جدا بعد ما نفسيته اتشوهت ....بيظهر التلعثم فى أسوأ أحواله أمام شخصين..أبوه وأخوه...

 

بيموت الملك جورج الخامس..يعتلى العرش الأمير ديفيد باسم "الملك ادوارد الثامن" ..ليمارس الأمير ألبرت مهامه كالرجل الثانى فى العائله المالكة...تحسن ملحوظ في نطقه ..و بيرجع اخر اليوم لعائلته الصغيرة يلعب مع البنات ومراته...تبدو الحياة جميلة...

 

لكن ادوارد الثامن بياخد خطوه بتغير مسار الأحداث. ليقرر التخلى عن العرش للزواج من ليدى سيمبسون...و يجد الأمير ألبرت نفسه في مواجهة معملش حسابها..بيحاول ينصح اخوه لكنه بيهينه بشدة لدرجه ظهور التلعثم تانى...و يتخلى ادوارد الثامن عن العرش..ويتولى الأمير ألبرت باسم "الملك جورج السادس"...

 

بيقلق مستشارى الملك..ازاى حيقول خطاب التتويج! بيكشف عن شخصية المعالج "بيرتى" اللى بتصدم مستشارى القصر..بعد بحث سريع..بيتوصلوا لهويه بيرتى..ماهو الا ممثل مسرح ومدرب إلقاء مسرحى سابق ..ملوش اى خبره اكاديميه أو دراسه معترف بيها فى مجاله...

بيواجه الملك جورج السادس (حاليا) صديقه ومعالجه باللى عرفه...بيعترف بيرتى أنه فعلا معهوش شهادات..لكن خبرته الطويلة في علاج الجنود المصدومين العائدين من الحرب فاقدين النطق هى اللى علمته يعالج الحالات دى...

بيتصافى الصديقين...و يرجع الملك حاليا للعلاج مع بيرتى..عشان تدخل زوجه بيرتى غرفة الجلوس فى بيتها تلاقى ملكة بريطانيا بتشرب شاى عادى ???? و تعرف هويه المريض المهم لزوجها....

بييجى يوم التتويج..و ضد نصيحه كل المستشارين الملكيين..بيتواجد بيرتى مع الملك جورج السادس داخل الغرفه الملكية أثناء إلقاء خطاب تولى العرش...بيلقى خطاب جيد للأمة ...وبجواره صديقه..وزوجته "الملكة اليزابيث الام" بتبكى من الفرحه لما تسمع صوت زوجها بيتكلم بدون تلعثم ..

 

بينتهى الفيلم بخطاب آخر...للملك وهو يعلن دخول بريطانيا الحرب العالمية الثانية..بوضوح و حماس... تشرشل رئيس الوزراء البريطاني والخطيب المفوه المتشكك فى قدرة الملك على إلقاء خطاب بتلك الأهمية بيعجب بالملك ....و نعرف أن صداقة الملك وبيرتى استمرت طوال حياة الرجلين...و أن جورج السادس عرف كأحد أفضل من القى خطابات للأمة فى أوقات عصيبه جدا...و منح بيرتى أحد أعلى الأوسمة لخدماته الاستثنائية للتاج البريطاني....

 

فيلم "خطاب الملك" مش فيلم عن تولى عرش فى ظروف غريبه..دا فيلم عن الصداقه والحب وقدرتهم على محو جراح الماضى..صلح الإنسان مع نفسه واولهم مخاوفه الشخصية... مفيش حد كبير على الخوف ولا حد بيهرب من ماضيه واشباحه ...حتى الملوك بتخاف....لكن ربنا بيبعت لنا ناس .. اصدقاء و أحباء..يبعدوا الاشباح و يحررونا من الخوف و يخلونا نتكلم بطلاقه اكتر..ونتصالح مع نفسنا أكتر... 

شوفوه يا جماعه ومعاكم علب مناديل كتير..عشان حتسحوا دموع كتير جدا..