زى النهارده من ٤٧ سنة..الشاب الوسيم دا كان نازل يركب عربيته و معاه بنت أخته...و لسه بيدور العربيه...انفجرت القنبلة المزروعة فيها و استشهد وهو و بنت أخته تحت بيتهم فى بيروت...
الشاب دا مات و هو عنده ٣٦ سنه..لكن عمل اللى أدباء وكتاب كتير مقدروش يعملوه فى عشرات السنين..
الجميل الشجاع الصارم جدا...غسان كنفانى...الأديب والقاص و الفنان التشكيلى الفلسطينى اللى اغتالته إسرائيل..الدولة الحلوة الديمكراتيه الكيووط...عشان شافت ان كتاباته بتهدد وجودها...آه والله شفت!
الحقيقة انى بأكون منزعجه جدا لما ألاقى التواجد الوحيد لغسان كنفانى فى الفضاء الالكترونى محصور فى اقتباسات من كتاباته إلى وعن الكريهة غادة السمان..و دا سواء كان متعمد لتغييب أعماله او غير متعمد نتيجه انتشار أدب الهيييح للأندر ايج فى النهاية هو غير مقبول...
شخصيا قرأت له مجموعة قصصية من ورق قطعه اد كف الإيد وعدد صفحاتها لا تتخطى المائه..لكن يومها دمى إتحبس...مجموعة ( القميص المسروق) و قصص قصيرة للغايه عن الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين فى المخيمات...ازاى أقصى طموحهم كيس دقيق..و بطاقة هوية...و ازاى كانوا معززين مكرمين فى بلدهم و اتبدل بهم الحال بفضل الجارة الديمكراتيه قلعة التكنولوجيا اللى احنا مصممين نعاديها عشان مخنا صغير...بدأت من حوالى ٣ سنين فى رواية (عائد إلى حيفا) بس ضاعت منى ..و من كتر الوجع اللى كان فيها محاولتش اشترى نسخة تانيه...
غسان كنفانى كان المتحدث الرسمى بإسم جبهه التحرير الفلسطينية..و لما شفت فيلم (ميونخ) افتكرته جدا..الفيلم بيحكى عن اغتيال الموساد لمجموعة من الأدباء و الشعراء الفلسطينيين المنتمين للمقاومة...بنفس الطريقة..تفتكر هما اغبيا مثلا او بيتشطروا على الشعراء عشان عزل؟ عندهم فائض رصاص ؟
اسرائيل فاهمه قوة الكلمة..وقوة السرد...و قوة الشعر والفن فى حفظ الحقوق و تحميل مسئوليه استردادها للأجيال الجايه...إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلى وقف فى يوم وسط الكنيست وعقد جلسة طارئه لمناقشه قصيدة ( عابرون فى كلام عابر) لمحمود درويش..عشان هما عارفين قوة الكلمة...و اغتيال غسان كنفانى كان جزء من سلسلة تصفيات طويلة لسه شغاله لحد دلوقتى بس ما شاء الله دلوقتى مننا فينا..الصهاينة مش محتاجين يتدخلوا
غسان كنفانى ..لو تقدروا تعرفوا الراجل دا أكتر اعرفوه..واوعوا تقعوا فى فخ تلخيصه فى حبه لغادة السمان...دى حتى رخمة انا عارفه كان بيحبها على ايه!!!