آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نورا عبد الفتاح
  5. ذكاء ما بعد الصدمة

كنت فى أحد المولات التجارية أنتظر خروج ابنتى من أحد المحلات وقد تأخرت لفترة ليست قصيرة وكان المحل بجوار أحد الكافيهات، وتجلس فى جانب بعيد سيدة بمفردها ومعها طفل فى حوالى الثانية من العمر، بدى عليه الارتباط الشديد جدا بها، كان الطفل لا يكف عن الجرى والاختباء بعيداً وهى لا تحرك ساكناً، ولا تقوم للبحث عنه ولا حتى تنادى عليه، مهما ابتعد الطفل، وكنت أتابع الطفل بعينى حتى لا يبتعد أو يسقط على السلم الكهربى أو يصدمه أحداً فيقع، وأنظر لها من حين لآخر فأجدها كما هى وكأنها أقسمت بعدم القيام لإحضار الطفل، ولما فقدت فيها الأمل، كنت أذهب إلى الطفل وأحضره لها فيجلس لثوان ثم يقوم ليجرى بعيداً فأحضره لها، وفى كل مرة أعيده لها أبتسم إبتسامة تعنى ( وبعدين بقى، ما تقومى تجيبى ابنك )، ولكن لا فائدة، ومهما وقع الولد على الأرض ومهما رأتنى وأنا أجرى وراء الطفل لإرجاعه، إلا أنه لم يبدو عليها أى استعداد للقيام.

المهم أننى ظللت أجرى وراء الطفل حفاظاً على سلامته حتى خرجت ابنتى من المحل وكنت سأنصرف من هذا المكان، فأحضرته لها وقلت ( على فكرة أنا ماشية، هتسيبيه كدا ؟ )
فقالت لى ( آه طبعاً هاسيبه هههههه، ربنا هيبعتلى واحدة زيك بعد ما تمشى، تجرى وراه لحد ما أمه تيجي، أصل أنا بصى !)
ورفعت طرف ملابسها فوق الحذاء قليلاً، فإذا برجليها أرجل حديدية مركبة.
فتابعت ابنتى الجرى وراء الطفل، حيث
أكملت السيدة حديثها قائلة ( أنا باعرف أمشى بيهم، بس بامشى بطئ أوى وأول ما أمشى شوية صغيرين رجلى توجعنى من فوق على طول، علشان كدا سيبتك تجرى وراه إنتى، معلش بقى هههههه ).

فشعرت بالحرج الشديد وقلت لها ( معلش، أنا آسفة والله )، فقالت ( آسفة على إيه، إنتى فاكرانى زعلانة ؟) ( أنا مش زعلانة، أنا فى نعمة، ونعم كتير أوى كمان، مادام معايا فلوس آكل، وبامشى لحد الحمام يبقى هاعوز إيه تانى ؟)

ده أنا كمان ربنا مدينى عينين زرقاء هههه، وإيدين واسنان قوية وشعر ناعم وقلب شغال وكلى شغالة وعندى فلوس كتير أوى، وممكن أقعد أعد فى النعم مش هاخلص.

الولد ده ابن اختى وأختى راحت تشترى لى هدية عيد ميلادى هههههه وضحكت عالياً وقالت ( عبيطة أوى بتضيع فلوسها وأنا مش عايزة هدايا ومش بالبس دهب خالص، باتخنق منه أول ما ألاقى حاجات فى إيدى كدا، بس هى اللى مصممة )
وأخويا التانى المجنون جابلى خاتم ألماظ ب 14000 جنيه وانفجرت فى الضحك، إنتى متخيلة دول هبل قد إيه ؟)

فقلت لها : يا ستى متكسفيهمش، يمكن هيلاقوكى مش بتلبسيهم، فيبطلوا.
لاء، كل سنة بيعملوا كدا، ومش بالبسهم، وبيجيبوا تانى بردو ههههه وضحكت ضحكة عالية.

أنا عارفة انهم عايزين يبسطونى، بس أنا مش زعلانة أصلاً.
أنا عندى 42 سنة وفقدت رجلى من تلات سنين يعنى استعملتها 39 سنة واشتغلت بيها كتير ولعبت رياضة كتير ولبست فيها جزم غالية كتير، فعادى بقى.

لكن هما اللى فاكرينى زعلانة، مع إنى عارفة إن فيه حكمة ورا الموضوع ده، حتى لو أنا مش شايفاها.

إنتى عارفة ؟ أنا عملت حادثة، أنا وجوزى وبنتى وابنى؛ ماتوا كلهم وأنا اللى اتبقيت ههههههههههه وظلت تضحك على هذه الجملة بصوت عالى رغم أنها جملة قاسية جداً !

وعارفة كمان نعمة كبيرة أوى أنا باحس بيها، إنى مباحسش بالوقت، يعنى عدى على رجلى دى 3 سنين وأنا حاسة إنهم شهرين تلاتة.

واخواتى كمان بصراحة نعمة كبيرة عليا، عارفة بعد الحادثة أنا سافرت مع أختى الصغيرة فرنسا اتعالجت وركبت رجلى دى، رجعت لاقيتهم إشتروا لى شقة جنبهم وكتبوها باسمى، مش باقولك مجانين ؟

فقلت لها : مجانين ليه ؟ قصدك علشان صرفوا كتير يعنى ؟
فقالت : مش كدا بس، مجانين علشان مش فاهمين إن الكلام ده كله مش فارق معايا خاااالص.

خلاص امشى بقى، لاحسن انا ممكن أقعد أرغى للصبح.

وانصرفت بالفعل وأنا فى انبهار كبير من هذه السيدة العبقرية ليس فقط لقوة إيمانها ولا للرضا العميق الذى يملأها ولا القوة الفولاذية التى تدفعها للاستمرار والضحك، حتى وإن كان ضحكاً زائفاً ويسميه علماء النفس ( اضطراب ما بعد الصدمة ) ويحتاج إلى علاج نفسى، ولكن على ما يبدو أن قوة يقينها بالله قد ساعدتها فى التخلى عن العلاج النفسى، وإن كانت فى حاجة إليه !

كما أن استرسالها السريع والطويل فى الحديث عن أمور متشعبة مع شخص لا تعرفه( أنا )، يندرج تحت ( اضطراب ما بعد الصدمة ) !

وحتى عدم شعورها بالوقت وبأن الحادث مر عليه فترة قصيرة رغم طولها؛ يندرج أيضاً تحت مسمى ( اضطراب ما بعد الصدمة ) ولكنها تراها نعمة، وكأنها تتمنى أن يمر الوقت سريعاً فلا تشعر بطول السنوات، حتى ينتهى عمرها كله سريعاً وتذهب إلى آخرتها التى تعتبرها هدفها الوحيد !

وإنما على قمة المزايا التى تزين هذه السيدة تربع الذكاااااء؛ فلقد رأت هذه السيدة أن حياتها الدنيا قد فسدت أو فقدت متعتها أو أصابها الفشل بشكل ما؛ فقررت ألا تفسد آخرتها أيضاً، فتكون قد فقدت الدنيا والآخرة، بل اختارت أن تعوض الفشل فى الدنيا بالفوز فى الآخرة.

فهى مع الله بشكل لا نقابله كثيراً أو قد لا نقابله أبداً فى زمننا هذا !

فهى مثلاً لا تشعر بأى ضجر تجاه فقدان رجليها، وتذكّر نفسها بباقى النعم التى ترى أنها تتمتع بها حتى فى غياب نعمة المشى !

كما أنها لا تشعر تجاهى بأى امتنان جزاءاً لمتابعة الطفل، لأنها على يقين تام بأن الطفل فى رعاية الله وأن الله هو الذى يرسل من يتابعه ويعيده لها، ومتأكدة تمام التأكد أنها ستجد بديل لى فور أن أنصرف لأن الله لن يضيع الطفل !

لا أريد أن أطيل فى الكلام حتى لا أفسد الدرر والكنوز التى أخبرت بها هذه السيدة فى حديثها وعلمتنى الكثير وأشعرتنى بالفخر لأننى قابلت امرأة مثلها ولو مرة فى حياتى، كما أشعرتنى بالسعادة والراحة لمجرد وجود مثل هذه النماذج فى الحياة، الذين يرفعون عنا الكثير من البلايا بمجرد وجودهم، ولممارستهم ما أسميه أنا ( ذكاء ما بعد الصدمة ) !

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333784
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189622
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181305
4الكاتبمدونة زينب حمدي169717
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130943
6الكاتبمدونة مني امين116766
7الكاتبمدونة سمير حماد 107712
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97828
9الكاتبمدونة مني العقدة94944
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91586

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1253 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع