نركض، نركض، وكأننا نهرب من لحظة.
نلهث خلف ضوءٍ بعيد، لا نعرف له اسمًا، ولا نعرف ماذا نريد حقًا.
في هذه السرعة، تُبتلع الكلمات،
وتتلاشَى التفاصيل التي تصنع الحياة.
نكتب ونرسل، لكننا لا نقرأ أنفسنا،
نمرّ على وجودنا مرور الغريب،
نلامس الحواف ونخشى الغوص،
وكأننا نرتجف من لقاء ذواتنا في العمق.
المعنى هنا ليس في الإنجاز،
ولا في كمِّ الأشياء التي نفعلها،
بل في الفهم، في التوقّف، في أن نحسّ.
نسأل: أين أنا وسط هذا العصف؟
وأين تبقى أناستي؟
هل سأُفقد نفسي في زحمة الوقت،
أم سأجدُها عند لحظة صمتٍ واحدة؟
ربما السرعة لم تسرق الوقت،
إنما سرقت منّا الوقت الحيّ،
ذاك الوقت الذي نعيشه، لا نمرّ به فقط.
وها نحن، وسط السرعة، نحتاج أن نتعلّم فنّ التمهّل،
فنّ أن نعيش اللحظة، لا أن نمرّ بها فقط.
فنّ أن نمنح لأنفسنا فرصة، لنعرف معنى أن نكون…
حقًا، موجودين...