حين لا ينتظرني أحد،
أعود كما يجيء الليل:
هادئًا، ثقيلاً،
مُحمّلاً بما لم يُقَل.
أدخل البيت كأنني أستأذن من صمته،
أخلع قلبي قبل حذائي،
وأعلّقه على المشجب بجوار الانتظار.
كل شيء في مكانه:
الكرسيّ الذي لا يتحرك،
الساعة التي لا تُبالي،
المرآة التي لا تسألني: "كيف كان نهارك؟"
أُدير الغلاية،
لا لأشرب، بل لأسمع صوتًا غير الصمت،
صوتًا يشبه الحياة،
ولو قليلاً.
أبحث عن إشعارٍ، رسالةٍ،
حتى من رقمٍ غريب،
ولا شيء...
كأنني تلاشيْتُ من دفاتر الناس.
لكنني أعرفني،
وأعرف كيف أكون وطنًا لنفسي،
وكيف أُربّت على روحي إن بكت،
وكيف أملأ المساء بحديثٍ داخليٍّ صادق.
لستُ وحدي،
أنا معي،
وذلك يكفيني… حين لا يكفيني أحد.