لا أحدَ يلومك إن رافقتَ نبتةً يومًا كاملًا…
أن تجلس قبالتها عند طرف النافذة،
تتشاركان الضوءَ والسكون،
وتتبادلان نظرات لا تحتاج إلى لغة.
تكتفي بعينيك، وتكتفي هي بانحناءةٍ خضراءَ خفيفة،
كأنها تفهمك… وتسامحك… وتربّت على قلبك دون أن تقترب.
ولا بأس إن وجدتَ في عودٍ أخضر عزاءً
عجزت عنه الكلمات،
أو في ضوءٍ دافئ على الزجاج، شيئًا من الطمأنينة التي تضيع وسط الزحام.
ولا يعيبك إن فتحت ديوانَ شعرٍ قديم،
ووجدتَ نفسك بين صفحاته،
تشرب سطرًا، وتتنفّس بيتًا،
وتدع الأبيات تتسلل إليك، لا كحبر… بل كحياة صغيرة لا تُرى.
في عالمٍ يركض، ويُطالبك بشرح كل شعور، وتفسير كل صمت،
من حقك أن تختار الصحبة التي لا تُفسّر ولا تُعاتب،
التي لا تفرض وجودها،
بل تكتفي أن تكون… بهدوء.
النبتة، والنافذة، والقصيدة…
ثلاثتهن لا يسألن: أين كنت؟
ولا يطلبن تفسيرًا لتأخرك،
ولا يضيقن على حزنك،
بل يحضرن،
ويُمهلنَك حتى تعود إلى نفسك.
بعض الصحبة لا تحتاج إلى كلمات،
بل إلى وجودٍ صامتٍ يُحبك كما أنت…
ويبقى…
حين لا أحدَ آخرَ يكون.