وحين يمرُّ اسمُك...
تلتفتُ روحي قبلَ قلبي،
كأنّ في الحرفِ صدى النداءِ الأول،
الذي تعرّفتُ به على نفسي دون أن أدري.
يمرّ كنسمةٍ لا تُشبه الريح،
ولا تُشبه الأمان،
لكنه يعيد ترتيب الخراب في صدري،
وكأنّه يملك منّي ما لا أملكه لنفسي.
لم أُخبرك كم مرّةٍ جلستُ أشرحُ للغياب
أنك لا تُنسى،
وأن اسمك لا يمرّ مروراً عادياً،
بل يمضي في الشريان كغيمةٍ لها طعم المطر،
وطقوسُ انهمارٍ لا يشبه أيّ سكون.
كلّما ناداك الحنين،
نهض في داخلي ألفُ مقطعٍ
من حياةٍ لم نكتبها،
لكننا نعيشها... كلّما مرّ اسمُك.
تذكّرتُ كم من الأشياء تعافتْ فيّ دون أن تلتئم،
وكم من اللحظات كانت ناقصة،
إلى أن نطقتَ بحرفٍ يشبهني...
أُخبئك في جيبِ الذاكرة،
ليس خوفًا من الفقد،
بل لأني كلّما قررتُ نسيانك،
سقطتُ في اسمك كما يسقط العابر في دهشة الطريق الأولى.
لا أحدَ يشبهُ حضورك،
حتى في الغياب،
تظلّ فكرةً مستعصية على التأويل،
كأنك اللمحة التي لا تُفسَّر،
لكنها تُبكيني من شدّة الوضوح.
وكلّما غفوتُ،
يمرُّ اسمك كهمسٍ خفيفٍ على وسادتي،
فيوقظني لا لأراك،
بل لأتذكّر أني ما زلتُ أكتبُ لك،
في غيابك…
وفي صمتك…
وفي هذا الحبّ الذي لا يُشفى منك.
فربّما كان مرورُ اسمك…
هو الحياةُ فيّ، حين تغيب الحياةُ عنّي.