ليتني نجمة،
تتوارى في السُحب،
كنقطةِ ضوءٍ نادمة،
لا تبحث عن وجه،
ولا تخشى أن تضيع.
أُبحر بلا جهة،
ولا أسألُ السماء عن الطريق،
فكل الجهات تشبه بعضها
حين لا ينتظرني أحد.
ليتني نجمة،
لا تعرف ثقل الجاذبية،
ولا تُرهقها وجوه الأرض،
تنساب في عتمتها
بلا شهود،
ولا حكاية تُقال.
أغدو ذلك النور الصامت،
الذي لا يُسأل عن قصده،
ولا يُطالب بوداع.
أمنح الضوء،
ثم أختفي…
كأني لم أكن سوى لحظة طمأنينةٍ
في ليلٍ خائف.
ليتني نجمة،
تعانق عزلتها كهدية،
وتهمس للظلمة:
"علّمني كيف أُضيء
من غير أحد."
أُبحر في اللا مكان،
حيث لا يتألم القلب،
ولا تنتظر الروح.
أبقى هناك،
بعيدة بما يكفي كي لا أُلمس،
قريبة بما يكفي
كي أُرى.