تنهض أجسادنا كل صباح نحو العمل والروتين. تتلوّى بين مهام لا تنتهي، بينما تتعثر أرواحنا في طرقات مزدحمة باللاجدوى. كأننا نحمل في داخلنا شعلة خافتة، بينما يحاول العالم من حولنا إطفاءها بصمت.
ننظر في المرآة فنرى وجوهاً هادئة، لكن وراء كل منها صراعات خفية، وأحلاماً مُخنوقة، وآمالاً تتراجع أمام جدار الواقع. كل إنسان يحمل قصة صامتة، وكأن المفترض أن نبدو "بخير" بينما تتآكل التفاصيل الصغيرة التي تضفي على الوجود طعماً ولوناً.
ليس العيب فينا، بل في حياة لا تُشبه أحلامنا، في عالم يهدر طاقاتنا، ويقايض الإبداع بالاستقرار الوهمي. نحن مثل رسام تحاول ريح الواقع أن تطفئ ألوانه قبل أن تجف على قماش أحلامه.
ومع هذا، يبقى في داخلنا وميضٌ صامد، قادر على إضاءة الدرب إذا سمحنا له بالاشتعال. نعم، الحياة صعبة والعالم قاسٍ، لكن الجمال الحقيقي يكمن في ذلك النور الذي نحتفظ به، في قدرتنا على الصمود، وفي تمسكنا بما نحب رغم كل العواصف.
في النهاية، ليست الحياة من يقرر مقدار نورنا، بل إصرارنا على إشعاله هو ما يمنحها معناها. ليس المهم أن تبدو بخير، بل أن تدرك أن ذلك الوميض الصامد داخلك، هو أقوى من كل ظلام."





































