أنا سرٌّ ينمو كظلٍّ
على جدارِ الزمن،
يتماوجُ شكلًا،
ويغوصُ في الأعماقِ جذورًا.
ليست هُويّتي مكانًا،
ولا اسماً يُكتَبُ على ورق،
بل نغمةُ الروحِ على أوتارِ الذاكرة،
رائحةُ ترابٍ
تعصرهُ الأيامُ عِطرًا،
وصوتُ أغانٍ
في زوايا الطفولة... غائبٌ.
أنا بين الأرضِ
وبين حُجُبِ السماءِ،
بين شوقٍ لوطنٍ
لم ألمسْ حجارتَه،
وحلمٍ بحريّةٍ
كالنسرِ في الآفاقِ.
أنا بين حريرِ شمسٍ
تذوبُ على وجناتي،
وبرودةِ ريحٍ
تغزلُ خيوطَ الغُربةِ في دمي.
هُويّةٌ كالنهرِ الجاري
في أعماقِ الصمت،
يجري بحبرٍ من أسئلةٍ
تحتَ سطحِ الزمان،
يبحثُ عن بحرٍ يولدُ فيه مرةً،
لكنّهُ يعودُ دومًا
ظمآنًا إلى ينبوعِهِ.
أنا…
مزيجٌ من صمتٍ وظلّ،
وجُرحٍ وهجران،
ذاكرةٌ تنزف،
وحلمٌ يبني،
كائنٌ يحملُ خريطةً
لا تُرسَم.
"من أين أتيتُ؟"
تُغنّيها همساتُ الأجداد،
"إلى أين تمضي؟"
تُجيبُ الريح:
ما زلتَ تسير…
ولا خرائط تُرشدُ خطاك.