ما عادَ في الطرقاتِ ما أعرفه،
البيوتُ تتلفّتُ نحوي
كما لو أنّها
لم ترَ قلبي من قبل.
الغربةُ
ليست بُعدًا…
هي شيءٌ
يُمسكُ بكتفكِ من الداخل،
يُبعدكِ خطوةً عن نفسك،
ويقول:
هنا ستسيرين وحدكِ…
حتى وإن امتلأ المكانُ بالناس.
أعرف الغربةَ
حين يمرُّ طيفُ وطنٍ
في لهجةٍ غريبة،
حين أشمّ صوتًا
لا يشبهني،
وحين أضع رأسي على وسادةٍ
فتتذكّرُ كلُّ أسمائها
إلا اسمي.
أحيانًا، تمر وجوهٌ لا أعرفها،
تبتسم بلا سبب،
وكأنّي ما زلت غريبة
بين كل هذه الحياة.
الغربةُ يا أنا…
أن يكون لكِ قلبٌ
يمتلئ بالحنين
ولا يجدُ صدرًا يعود إليه.
أن تمشي
وفي يدكِ مفاتيحُ كثيرة،
لكنّ أيّ بابٍ
لا يقول: ادخلي.
أن تضحكي
والضحكةُ
تبحثُ عن ظلٍّ
تعودُ إليه ولا تجده.
ومع ذلك…
رغم كلّ ما أخذتهُ مني،
علّمتني الغربةُ
كيف أكونُ وطني،
كيف أصنعُ دفئي
من أصابعَ باردة،
وكيف أعودُ إليّ
حين تغلقُ الدنيا
أبوابَ الرجوع.






































