أنا هنا،
في عمق ذاتي،
بين عتمةٍ تزدحم بي،
وبصيصٍ يتدلّى من أعلى روحي كبقعة نجاة.
أحيانًا أخشى أن يبتلعني الصمت،
لكن هناك شيئًا…
دفئًا ينزلق في داخلي،
كأن يدًا خفية تربّت على خوفي.
كلما ازداد الليل كثافة،
ازداد في صدري التوق للانعتاق؛
لأتنفس هواءً لا يشاركني فيه أحد،
ولأجد لي مكانًا لا أكون فيه ضيفًا على الحياة،
بل مالكًا لخطوتي الأولى،
وصوتي الأول.
هو وميضٌ صغير، نعم،
لكنه يوقظ في الأعماق ما ظننته ميتًا،
ويعيد ترتيب الفوضى داخلي
كما تفعل نجمةٌ بمن نسي الطريق.
وبعد أطول عتمة،
لا يولد الفجر—
بل تُبصره الروح.
أخرج من الظلمة
كمن اكتشف ألوانه،
وأمدّ يدي إلى الضوء الصافي،
ليس لأنه أقوى،
بل لأنني أصبحتُ أراه.
أنا لا أنتظر الضوء،
هو ينتظر لحظتي المستحقة،
حين ألتفت إليه دون خوف،
فيأخذ بيدي
وتعود إليّ نفسي.





































