المعنى ليس ثابتًا،
ولا يحمل توقيع لحظة واحدة.
يتشكل ويتغير كما تتغير الفصول،
كما تتغير ألوان السماء بين فجر ومساء،
كما تتغير وجوهنا وأرواحنا مع مرور الأيام.
في الشباب، غالبًا ما يكون المعنى بحثًا عن الإثبات، عن الحلم، عن الشرارة التي تشعل القلب لأول مرة.
نسعى وراء الطموحات، نتصارع مع الخوف من الفشل،
نبحث عن أنفسنا في ضجيج العالم،
وننسى أحيانًا أن المعنى يبدأ من الداخل قبل أن يُصنع خارجنا.
كل تجربة، كل اختيار، كل خطأ أو نجاح،
يضيف خيطًا جديدًا إلى نسيج حياتنا،
ويعلّمنا أن الحياة ليست قائمة على الهدف النهائي، بل على خطواتنا الواعية والعفوية في الرحلة.
مع مرور الزمن، ومع تراكم التجارب، يتحول البحث عن المعنى إلى تأمل هادئ أكثر.
نتعلم أن الفرح الحقيقي لا يقاس بما نملك،
وأن الحب، والصداقات، والذكريات، هي ما يملأ حياتنا حقًا.
الخسارة تصبح درسًا،
الألم يصبح بوصلة،
والقبول هو مفتاح السلام الداخلي.
نرى في كل لحظة بسيطة قيمة:
في ابتسامة، في لقاء، في كلمة عابرة…
ونكتشف أن المعنى غالبًا ما يكون في ما نعيشه بلا تخطيط، بلا توقع.
وفي مرحلة الشيخوخة، يصبح البحث عن المعنى تأملًا في ما مضى، ومراجعة للحياة.
نسترجع الذكريات، نتذكر من أحببنا، من فقدنا، ومن ترك أثرًا فينا.
ندرك أن كل لحظة، كل تجربة، كل شخص التقيناه، شكل جزءًا من نسيج حياتنا العاطفي والفكري.
الطفولة تعلمنا الإحساس والبساطة،
الشباب يعلمنا الطموح والبحث،
النضج يعلمنا الصبر والفهم،
والشيخوخة تعلمنا التقدير والقبول.
الزمن يجعلنا نكتشف أن المعنى ليس شيئًا نملكه،
بل شيئًا نخلق ونعيد خلقه باستمرار.
ما شعرنا به في الماضي ليس بالضرورة ما نشعر به اليوم،
وما نعيشه اليوم قد يفتح أفقًا جديدًا غدًا.
حتى اللحظات العابرة — سقوط ورقة، ضوء شمس الغروب، كلمة غير متوقعة —
تتغير قيمتها مع مرور الزمن، لتصبح جزءًا من تاريخنا الداخلي،
وتضيف عمقًا جديدًا لما نفهمه عن أنفسنا، عن الحياة، وعن العالم من حولنا.
وفي النهاية، رحلة البحث عن المعنى هي رحلة الحياة نفسها،
ممتدة عبر الزمن، متغيرة، لكنها دائمًا حقيقية ووجدانياً صادقة.
كل يوم، كل لحظة، كل تجربة، تحمل فرصة لاكتشاف معنى جديد،
حتى لو لم نجد الإجابة النهائية، يكفي أننا نسير، نشعر، وندرك،
ونسمح للزمن أن يعلّمنا أن المعنى ليس نقطة نهاية، بل رحلة مستمرة مليئة بالاكتشافات والدهشة.





































