لقد كانت الحياة معه ضبابية رمادية اللون
لم أبصر يوماً فيها لألوان قوس قزح أبداً
حتي أضاء الله لي بصيص نور
أبصرت من خلاله لأخرج عن النص الذي وضعه لي
خارج طريقه الذي رسمه لي
خارج سجنه الذي سجنني فيه
وأعطاني مفتاحه وهو يعلم أني لن يكن باستطاعتي أن أفكر مجرد التفكير أن أستخدمه وأنطلق
لقد كنت أغبط عصفورى الذي يأتي كل صباح على نافذة مطبخي وأنا أعد طعام الإفطار لي وله وهو الذي اختار أصنافه بنفسه ولن يترك لي مجال للإختيار
بل كان يجبرني بنظرة عينه أن أكل واستطعم وأمدح ما يدلني عليه أن أكله بنظرة عينيه
لقد كان يأتي هذا العصفور كل صباح وكأنه يجدد لى الأمل في إنني يوماً ما سأتناول ما أشتهي
سأحلق في سماء الحرية
سيكون عندى رفاهية التفكير في المستقبل الذي كان كالحاضر ضبابي رمادي
وعندما أراد الله أن أبصر ولو بعين واحده على ألوان الحياة والتى كنت أخشى مجرد التفكير فيها عرفت
أن الحياة
حياتي أنا
أرسمها أنا
ألونها أنا
أهتدي إليها أنا
ولست أنت يا عزيزى
فقد خرجت الآن من غيابات جُب حياتك إلى نور قصور الحرية
فلن أسمح لك أن تحتل حياتي ماضيها وحاضرها ومستقبلها مرة أخري
أخرج غير مأسوف عليك
فلا صاحبتك السلامة.
سيعوضني ربي أنفاسي
والتي كنت أخشى أن أزفرها وأنا محتلة منك
سيعوضني ربي تفكيري مجرد تفكير في مستقبلي الذي جمعته وطويته وضعته في خزائن أحقادك
سيعوضني ربي ضحكاتي التي أبدلتها بزخات الدموع
سيعوضوني ربي تقاسيم وجهي البائسة التى رسمتها بفرشاتك على وجهي إلى بهجة الروح ولمعة العين وفرحة الصوت وإحلال عقدة لساني
فنهايتك حتماً ستأتي شافية لي ما في صدري
ولكن حياتي ولدت من جديد بنور ربي الذي خلقني من نفخه من روحه
فلا أكون ذليلة بعد الآن
بل أنا من روح الله
لذا سأعيش عزيزة النفس حرة التفكير .