في كل مرة نتأمل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة نتعلم منها دروسًا لعلها تنفعنا في حياتنا ومنها:
ـأن تختار مرافقك في رحلتك ويكون له نفس أفكارك ومواقفك فكانت الرفقة من نصيب الصديق الذي كان على استعداد لأن يفدي النبي بروحه ليس هو وحده بل هو وأسرته فكلهم تعاونوا في رحلة الهجرة وحماية النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلت أسماء بنت أبي بكر التي كانت تحمل لهم الطعام رغم مشقة حملها وهنا نتعلم أن نعد العدة ولا نتواكل.
ـالشجاعة لا تحتاج إلى سن كبير بل إلى رجولة فعلي بن أبي طالب نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أن المُشركين قد يقتلوه ولكنه لم يجبن ، بل وبقي في مكة ليرد الودائع التي تركها الناس عند النبي صلى الله عليه وسلم وهنا درس آخر في الأمانة سواء للمسلم أو حتى الكافر ، وعلي رضوان الله عليه هاجر وحده ماشيًا حتى وصل بعد عدة أيام من خروجه وقد نزفت قدماه من الألم فرحب به النبي صلى الله عليه وطيب جروحه...علي نموذج للمؤمن الثابت على إيمانه.
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وهنا لا يسعنا إلا أن نتحدث عن هجرة عمر بن الخطاب الذي خرج إلى كفار قريش يخبرهم بموعد هجرته وأن من أراد أن يتعرض له فمصيره الموت فخاف المشركون من قوته وخرج معه المستضعفون يحتمون به.
لم يهاجر الجميع بل بقي في مكة بعض الضعفاء الذين يخشون بطش أهلهم وثبتوا على إيمانهم ولكنهم كانوا يخفونه عن الجميع وهؤلاء اكتفوا بهجرة ما نهى الله عنه.
تعلمنا الهجرة النبوية الشريفة أن الناس مختلفون في سلوكهم وظروف حياتهم وكل يفعل ما يناسبه مادام لا يخالف أوامر الله فالمولى سبحانه لا يكلف نفسًا ما لا تطيق.