إليك يا صديقي...

وليس "صديقي أمان" هذة المرة حيث كل ما حَزَرت حدوثه كان صحيحاً ، وقد صار واقعا الآن لايحوي

أدلة سوى عدم الأمان المطلق،

لكن ربما سأخبرك اليوم بعض الأشياء التي قد يتعذر عليك فهم مقصدي بها كعادتك،

لايوجد ياصديقي مايمنحنا بعض اليقين بأن مانرجوه يتحقق، كنت أظن أن من يصنع أيام من العطاء ستكون نهايتها ماء يروي ذكراها، وأني حين أسعى

في سبيل المودة ستدوم،

ببداية كل صباح أحاول الربت على كتفي لأخبر نفسي ببعض الكلمات التي تجعلني لا أقسو عليها أكثر أخبرها إنها ضعيفة، بشرية، معرضة للكسر والجَبْرُ كل يوم،

لكن صدى أقوى بدواخلي يمنعني يردد إنني لا أتخلى

إلا بعد إهدار كل قوتي في التمسك ،أهدر قلقي وحبي وشحذ كامل شعوري ومحاولاتي،

يستهلكني ذاك الإصرار على الحفاظ والبقاء معنوياً وجسدياً، يتبدل من أجله ملامحي الهادئة إلى ملامح مجهدة أو حادة،

مارست التفكير أياماً في البحث عما يدفعني للمزيد والمزيد من هذا التقدم في رحلة التَشَبُث بالبشر فلا أنظر خلفي ولا مرة، تسيطر على شغفي عاطفة حمقاء، في حين تتسرب من بين يدي تدريجياً مع مرور الوقت والمواقف وتحل محلها جيوش عقلي تسيطر على الأمور فتجبرني على الترك دون أن أهاب الخسارة، أعدك أنني لن أكتب عن المشاعر مجدداً،فمن يشتكي الآمها قلبه معلق بحب غير صادق يجعلنا نخطئ كثيرا فيما نمنح قلوبنا لشخص لا يقيها الأذى،

الحقيقة الأكيدة ياصديقي هي أنفسنا فكل نفس بماهي عليها ..مخطئة كانت أم ظالمة،عادلة،متحفزة، مبالغة،حالمة.... النفس هي المعيار

لذلك فأنا لا أحكم عليك بل أترك لك أكتشاف دروب ذاتك مع الوعد بعدم التبرير لها ، راقب نفسك بماهي عليها،

معك ميزانك الخاص أضع بإحدى كفتيه كل ما مر بنا من أحداث وتفاصيل تترائى أمامي كل يوم وفي الأخرى ضميرك،

لكن لاتفرض عليا حكمك او رأيك لأن تلك المعادلة صعبة تحتاج للوضوح والحقيقة الواعية لأنفسنا وقد لاتستطع فعل ذلك،

في النهاية أود تذكيرك أنني أغفر بسهولة لكنني لا أنسى،تعلمت منك ياصديقي الإنعزال عما يؤذيني وسألتزم الصمت لكن أنا مخلصة وسأظل كذلك ،

سأكون الفترة القادمة هادئة أنتظر أن تنطلق رحلتي الخاصة إلى نفسي الجديدة،

وأترك سفينتك تُبحر وأنت تختار لون بحارك ،

وأنا هذة المرة لست بجانبك ..

أنت أخترت وأنا وافقت أعتدت الموافقة على كل أختياراتك ..فلماذا أعترض الآن؟

أتمنى أن يكون إختيارك مناسباً لك هذة المرة

مناسباً لك أنت فقط...