الى صديقي العزيز أمان :

"لك مني كل ود وقلب ممتن بصدق "

أدري إنها المرة الأولى في مراسلاتنا التي أقول لك

فيها ياعزيزي لكنك أتقنت مؤخراً كل مشتقات الكلمة ،

الآن في الساعة الحادية مساءاً بتوقيت كل صدفة منحت لنا الكثير،

رغم إرتفاع درجة الحرارة إلا إني شعرت ببرودة حيث بدأت أعراض أنسحاب بقايا أمان بداخلي فأنا أشعر بالألم لدرجة الكتابة ،

قبعت في أرضية غرفتي أمسح دمعاتي المضطربة كسماء تشرين وأنا أعيد ترتيب وقائع الأقدار على قلبي واحدا تلو الآخر خلال العام المنصرم ،

أتسائل كيف يمكن للورق أن يصبر على كتم أسرار عجز الوجدان عن حملها لوقت أطول ،

فقد كتب أحدهم " بُح للورق بما لاتستطع أن تبوح به إلى نفسك" حيث للورق ذاكرة لاتخون حينها نُؤثر أن نؤرخ أوقاتنا الفاصلة بين دَفتي دفتر ،

أعلم أنني قد أخبرتك من قبل ياصديقي" باني سأتوقف عن الكتابة حتى تعود" لكنني عدت أنا إليك في هذا المساء على عجل لأرتدي قناع من ملامح جامدة لامشاعر فيها ،

حيث أتجرد اليوم من عَباءَة ظنوني وأفكاري لأضع جميع أثقال رحلتي معك بين قلمي ومحبرتي،

ملامح كانت تظل مرتبكة كلما فقدت السيطرة على قلبها ،

لكنها الليلة تحاول شامخة إسدال الستار على قصة جمعتنا من العدم ،حيث صرنا غرباء وعدت بمفردي من رحلتي خالية الوفاض أتوارى من دقات الساعة التي تخبرني بقسوة أن العمر يمضي ولايعود،

يكفينا العيش بداخل حلم رمادي لايشبهه واقعنا وحان الآن موعد الإصطدام بالحياة ، فلا فائدة من إنتظار صُنع من ماء البحر لايروي ،شكراً جزيلاً عما مضى

مع خالص ودي وتحياتي.