خطبة الجمعة النهاردة كانت عن الإنتحار ... و طبعا فضيلة الشيخ عرف الناس يعني إيه انتحار على اساس إنها كلمة غريبة لا يعرف معناها الكثيرون ... و للحرص على الفهم استفاض فضيلة الشيخ في ذكر طرق الإنتحار من السم و الرصاص و القفز من الأسطح و الشنق بعد أن قسم المنتحر إلى واحد دمر جزء من جسده بالقطع مثلا او جسده كله بالشنق مثلا ...
ثم بدأ الكلام عن اسباب الإنتحار و التي من أهمها على الإطلاق الإكتئاب و العياذ بالله ... و طبعا استنكر كيف على المكتئب أن يقطن من رحمة الله و يفكر ف الإنتحار و كيف لم يرى ما تعرض له الأنبياء من شدائد ....
فضيلة الشيخ انت لا تعلم عن أي شئ تتحدث ... انت لا تعلم أن الاكتئاب مرض ... ان لا تعلم انه قد يكون المنتحر لم ييأس من رحمة الله و لكنه يأس من نفسه او ممن حوله و أراد الذهاب إلى الله ... قد يكون فكر انه يرحل عن عالمه الي عالم قد يسعه الله فيه برحمته ... التي انت لا تعلم عنها شيئا ... كل ما ذكرته كيف سيبعث أمام الله و كيف يواجه الله بيأسه و كيف انه ذهب من شقاء إلى شقاء دائم ... احمد الله أن المنتحر لم يسمعك و ان كان سمعك فإنه لم يكن ليتردد مرة آخرى عن الفرار من عالمكم ...
تذكره بشقاء الأنبياء و صبرهم عليه ... و لم تفكر فضيلة الشيخ كم عدد الأنبياء الي عدد البشر ... و لما الله اصطفي من الناس.. مختارون ليكونوا أنبياء له و رسل ... لأنهم ليسو عاديون مثلنا ... ليسوا ضعفاء مثلنا ... هم ارسل الله لهم بنفسه... يعلمون علم يقين انهم على طريق الله... و لكننا متخبطون لا ندري أنحن بالقرب الكافي أم نحن بعيدون تماما ... أنحن مقبلون عنده أم لا ... هم أنبياء الله ... هم أولى العزم ... هم يتلقون من الله.... هم أقوى بكثير بكثير بكثير و لا يحق لك ان تقارن ضعفنا بقوتهم ...
فضيلة الشيخ ألم ترى الفيديو المنتشر للشاب في كليه الهندسة التي كانت الخطبة اساسا بسببه .. و هو يقفز
ألم تفكر انه لم يتردد للحظة ... إنه لم يفكر للحظة ... المشهد لم يكن كما صورته لنا السينما ... ان يقف و يفكر و يتذكر ما مر به و يتردد و يستمع لتوسلات المحيطين ... في الواقع لم يحدث شيئا من هذا ... هو فقط ألقى بنفسه هو لم يفكر لم يتردد لم يكن يريد ان يستمع لكم اكثر من ذلك أن كنتم من الأصل حاولت أن تستمعوا له ...
فضيلة الشيخ ... هل رأيت صديقه و هو يحاول الأمساك به ... صديقه لم يفلت تليفونه من يده لم يحاول أن يمسك صديقه بكلتا يديه ... صديقه إلتفت الي هاتفه مباشرة بعد وقوع الصديق ... عن أي قوة او ضعف تتكلمون ...
في الحقيقة انتم لا تشعرون ...
ربنا رحمتك وسعت كل شيء ... ارحم من ضاقت عليه الدنيا و قلوب و عقول المحيطين ... ربنا تولانا برحمتك لأن البشر لا يعرفون معنى الرحمة هم يعرفون الجلد و التأنيب و اللوم ...