لو في كائن ما يعيش معكم على كوكب الأرض ... يقضي وقتا لا بأس به يتجول بين طرقات الفيسبوك ... لكنه لا يتحمل نفسيا و لا عصبيا و لا عقليا التوقعات السيئة و النظرة التشاؤمية للحياة ... يكره التحطيم الذاتي... لا يتابع الاخبار المؤسفة و لا يحب أن يتابع الكوارث الموجودة في ارجاء المعمورة و يعي تماما انه لا يستطيع و لا يمكنه تقديم أي معونة و لن تنفعه معرفتها بشىء سوي احساس بالأسي ... قرر التعايش واقعيا مع الأحداث بدون مناقشتها و تحليلها و اختراع حلول في الفراغ ... لم يعد يهتم بأي مناسبات اجتماعية ... لا يريد معرفة اي اخبار اقتصادية و لا سياسية و لا يسعى ان يكون ضمن اي تصنيفات ... و قرر أن يتوقف عن اصدار اي أحكام مطلقة و أدرك ان رأيه لا يؤثر سوي على نفسه.. و لم يعد يهتم بأن بحظي رأيه بأي قبول أو استنكار ... هذا الكائن الذي لم يعد يريد سماع مزيدا من كلام البؤس و الشكوى و الاحباط و لا مزيدا من الهيافة و الاستخفاف ... هل يستطيع التواجد و ينعم بسلام أثناء مروره بين طرقات السوشيال ميديا؟