البارحة
سمعت صوتك لأول مرة منذ فترة، كنت أظن قلبي سيرفرف كعادته، ظننت أن مشاعر السعادة والفرح ستدغدغني، كنت أظن أن ابتسامتي سترتسم تلقائيًا على شفتي كعادتي عندما أسمع صوتك،
كنت أظن الكثير...
لكن أتعلم ما حدث؟!
غمرني برود ما لبث أن تحول لحزن،
عندما تناهت كلماتك إلى مسمعي، أحسست بوخزة في قلبي،
آهة مكتومة صدرت عني على ما مضى من عمري معك،
عمر ضاع ولم تقدره، لم تصنه.
ربما دمعة حزن قد فرت مني رغما عني، دمعة على مصير ما بيننا، وسيظل يربطنا لآخر العمر، ما ذنبهم؟ كان الاختيار من البداية خاطئًا؟ وكان الاستمرار أشد خطأ لكن سبق السيف العزل، ولم يعد بالروح قدرة على التحمل حتى أَنَتْ و شكت للجسد، الذي أعلن التوقف، ربما هربًا من الحياة كلها، فبماذا سأفيد وأنا محطمة؟ تبًا لك، أنا وصغاري سنخرج من حياتك بلا رجوع، بلا نظرة للوراء.
ربما كان الفراق نارًا، لكنها ربما كانت النار الصاقلة للحديد، سيصقلهم الزمن، وسيصقلني معهم، مؤلم هذا الصقل حد الموت، لكني أجده محتملًا بالمقارنة مع وجودي معك، نعم ما زلت أبكي، نعم ما زلت مكسورة.
لكن دموعي لها طعم آخر، وكسرتي لها وقع من نوع خاص، هناك في البقعة المظلمة من حياتي، تتهادي ومضة ضوء، أراها تكبر وتتمدد، ربما ببطء شديد، لكن المهم أنها تتمدد، والأهم أنها تتمدد بشفاء بطيء لروح منهكة ولقلب دامٍ.