دخل سامي الغرفة وتابعت الخادمة وضع الطعام علي الطاولة بينما هو جالس لتطرق سمر علي باب الغرفة وتدخل قام سامي ليسلم على تلك المدعوة زوجته
لم يكن لديه في عقله تصور معين لها لكن ما رآه لم يكن في تصوره
فتاه قامتها معتدلة شعرها أسود غجري أطلقته وراء ظهرها كمريام فارس ولكنها وضعت طوقا عليه من الأمام، ترتدي بنطالًا من الجينز الأزرق الداكن ومن الأعلى بلوزة لبعد الكمر بقليل، حمراء بها عدة قلوب زرقاء وقف سامي يتأملها ليفيق من تأمله على صوتها:
-ها عجبتك البضاعه يا دكتور؟
تعجب من قولها
-نعم بتقولي إيه!
قالت بتحد:
-بأقول عجبتك البضاعه ما هي الحكايه كده بيعه وشروه!
ليأتي الشيخ النصراوي قائلًا:
-سمر إحنا مش خلصنا منيه الحديت ده عاد.
فأوقفه سامي بإشارة من يده:
-لما إنتي شايفه يا آنسه سمر إنها بيعه و شروه ما رفضتيش البيعه ليه؟
قالت عاقدة ذراعيها:
-إذا كان الراجل الدكتور ما قدرش يتكلم هاتكلم أنا يا بنت؟!
فرد بغضب:
-مش معني إني باحترم كلمه أبوي وما أخالفهوش إني ما أقدرش أتكلم، فوجي يا عروسه أنا سامي دياب فارس العزايزي، تحبي أوريك أعرف أخالف أبوي و إلا لا؟
قالت متحدية إياه:
-وريني كده تقدر؟
فتدخل النصراوي:
-استهدوا بالله يا ولاد، اتلمي يا سمر إيه ما لكيش كبير؟
فقبلت يد والدها:
-آسفه يا بوي ما أقصدش، بس عاوزه أعرف الدكتور يجدر يخالف أبوه و إلا لا؟
وقالت بتحد:
-شكله ما يقدرش!
فصفعها نصراوي على وجهها
-آني ما عرفتش أربي.
وضعت سمر يدها علي وجنتها مكان الصفعة
- بتضربني يا أبوي عشانه.
-لا باضربك عشان انتي اتجلعتي و ما عرفاش بتجولي إيه!
أخذ سامي نفسًا طويلًا وأطلقه
-يا بنت الناس أنا أجدر أخالف أبوي وأجدر أتحمل نتيجة مخالفتي ليه من طرد وحرمان آني مش مولود في بجي ملعجه دهب آني شقيت كتير وآني صغير والحاج نصراوي خابر وعارف الحكايه زين.
قال نصراوي مؤكدًا:
- خابر يا ولدي خابر.
وأكمل سامي:
- بس تقدري انتي تجوليلي لمن أخالف أبوي وأطلجك وأفوت النجع واصل سيرتك هتبجى إزاي الناس يجولوا عنيك إيه؟ لو انتي ترضيها أنا ما ارضهاش للشيخ نصراوي واصل.
فاحتضنه نصرواي:
- عاش ولد العزايزه، لمن أبوك جالي إنه عيجوزك لسمر ما اترددتش دجيجه واحده إني أوافج لأني عارف بتي هتبجي متصانه، اسمع يا ولدي آني أبوها أهه وباجولك إكسر رجبتها.
-لا ازاي يا حاج؟
ونظر لسمر
- سموره على راسي وحضرتك تنسى اللي قالته ده كأنها ما قالتوش وما تكلمها تاني فيه.
خرج نصراوي وأغلق الباب، ظلت سمر صامته
-إيه مش هتعزمي عليا عشان آكل يا عروسه، وإلا انتي بخيله؟
أشارت للطعام
-الأكل قدامك اتفضل كل.
-آكل ازاي بالبوز بتاعك ده، ده كاني هاطفح اللقمه.
صمتت
اكتسي صوته بلهجة غاية في الجدية
-سؤال واحد يا سمر وعاوز إجابه واضحه صريحه من غير كدب ولا لف ولا دوران عشان نبقى على نور من أولها وأعرف راسي من رجليا وصدقيني مهما كانت إجابتك رد فعلي هيكون متحضر جدًا.
نظرت له متحفزة
-اسال عاوز إيه؟
قال بهدوء:
-فيه حد تاني؟
قالت بعدم فهم:
-يعني إيه مش فاهمه؟
-يعني انتي متضايقه من جوازنا يا سمر عشان الطريقه اللي اتفرضت عليكي و الا عشان انتي قلبك مع حد تاني؟
فقامت منتفضة من مكانها
-بنات النصراوي لا ليهم في الحب ولا الغرام إحنا بنات ربينا كيه الرجال والبت منينا ما تحبش غير جوزها وبس.
فقال مبتسمًا محاولًا استفزازها
- بس حكم القلب مش في إيد حد يا سمر.
ردت بشموخ
-بس حكم الجلب في يد العجل يا دكتور وإن عجلي ما قدرش على جلبي أشيل جلبي من صدري وأحطه تحت رجولي.
ابتسم لطريقتها في الكلام وأمسك يدها ليقول
-اقعدي و ....
لم يكمل الكلمة حتى سحبت يدها من يده في انتفاضة سريعة
-إيه حوصل إيه دي يدك، إنتي نسيتي وإلا إيه أنا جوزك.
فصمتت فقال:
- اقعدي بقى نآكل عشان أمشي.
جلست وتناولت الأكل في صمت
-ما كنتش أعرف إني جبار كده
فنظرت له في غير فهم
- بقى مسكه إيد تهديكي كده أومال لو
واقترب قليلًا منها
- بوستك.
فانتفضت سمر مبتعدة
فضحك قائلًا:
- خلاص سماح النوبه.
وقف قائلًا:
-أنا لازم أمشي بقى الوقت إتأخ.
وقفت سمر وهي صامته فخرج سامي وودع الكل وودعها ملوحا لها
ثم قال:
-تليفونك.
لم ترد
-نمرة تليفونك يا سمر عشان أكلمك.
وأخذ الرقم من والدها وغادر
فقالت أمها لها
-إيه يا سمر حوصل إيه؟ مالك ساكته ومبلمه كيه اللي واكله سد الحنك.
نطقت أخيرًا "ما فيش يا اماي.
وذهبت لغرفتها
ضحك نصراوي
- أيون إكده أول مره أشوفها مش قادره تنطج براوه عليك يا ولد العزايزه.
غادر سامي وهو مسرور بهذه الزيجة لقد أعجبته سمر وارتاح لها رغم طول لسانها إلا أن انتفاضها عندما أمسك يدها مكنها من قلبه وذلك الشعر الغجري يناديه ليغوص فيه.
دخلت سمر غرفتها تحدث نفسها
"يخربمطنك يا ولد العزايزه إنت عملت فيا إيه؟ ده انتي طلع جلبك رهيف يا سمر من مسكه ايد تبلمي إكده، يا بووي ده أنا جلبي كن مسكته الكهربا لمن لمس يدي، أومال على جولته لو باسني عيحصل إيه"
لتجد هاتفها يرن باسم عمار فردت وقد استعادت رباطة جأشها
-أيوه، رايد إيه ما لساك مفارجنا.
-اسمها أيوه، إيه مفعول مسكة الإيد راح؟ تصدقي أنا غلطان إني ما بوستكيش.
فابتسمت وتصنعت الجدية
-إيه يا ولد العزايزيه، خلص رايد إيه مني الساعه دي آني نعسانه.
قال بهدوء:
-عاوزاك...
ثارت ثائرتها:
-عازك جبر اتلم واتحشم.
-عازني جبر! استغفر الله علي دي ملافظ وبعدين اتحشم إيه؟ دماغك راح فين لا، طلعت نيتك مش سالكه، ده انتي ما سبتنيش أكمل الكلمه، أنا باقول عاوزك تعملي حسابك هننزل ننقي شبكتك بكره.
-إذا كان إكده ماشي، لمن أجول لأبوي.
-وانتي فاكره إني عاكلمك من غير ما أكون كلمت عمي الحاج وخدت إذنه، انتي بجيتي مرتي صوح بس لساك في بيته، وأنا أعرف الأصول يا بنت النصراويه،
جايكم بكره بعد العصر سلام.
وأغلق الخط
تطاير الشرر من رأسها:
- باه باه بيجفل من غير ما يجول بيجفل في وشي، آه يا ولد العزايزه إن ما عرفتك بت النصراويه تبجي مين.
.........
هاتف عمار شيماء
ليرن هاتفها باسم نبض القلب
-السلام عليكم.
وما زال صوتها متهدجا من البكاء
-وعليكم السلام، إيه صحيتك؟
-لا لسه ما نمتش.
-طيب زين بكره بعد العصر تجهزي حالك هنروحوا ننجوا شبكتك مع سامي ومرته.
-ما لوش لازمه.
-باه كيه ده ،عاوزه الناس تاكل وشي تجهزي بعد العصر.
-حاضر.
-تلاجي الخير.
-وإنت من أهله.
وأغلق الهاتف
بعد العصر كانت جاهزة ارتدت جيب أسود وبلوزة وردية وغطاء رأس باللون الأسود يتداخل فيه اللون الوردي، ركب عمار السيارة وهي بجواره وانطلقا برفقتهم سامي ليصحبوا سمر، التي ارتدت بنطلون جينز أسود وسويت شيرت أسود وغطاء رأس أسود.
ما أن رآها سامي حتى قال بهدوء
- الأسود جميل عليكي الصراحه هياكل منك حته يا ريت بجي ما تغيريهوش.
تضايقت سمر فلقد ارتدت الأسود لتضايقه لكنه يبدو سعيدًا، نزلت سمر وشيماء واختارتا ما يعجبهما وتعرفتا سويًا وأحستا بتآلف روحيهما.
مرت الأيام وطلب جسار من والده جابر أن يسافر هو لمصر لتسيير أحوال الشركة لانشغاله بتجهيز مقر سكن سامي وتوضيبات جناح عمار.
عمار لم يكن يحدث شيماء إلا نادرًا لكنها كانت قريبة من شاهين ولقد أحبها جدًا وتعلق بها وصادقها حتى أنه أخبرها أنه يحب بدور وسيطلب يدها فور دخوله الجامعة.
سامي كان يتحين أي فرصة لإغاظة سمر وهي كذلك كانا كالقط والفأر.
......
سافر جابر مصر وذهب للشركة لم يكن قد دخلها منذ فترة طويلة فلقد كان جسار هو المتولي للعمل
دخل ليجد فتاة حسناء تجلس في مكتب السكرتارية
وقف أمامها فنظرت له وعرفته على الفور فصورته في الداخل فقامت فزعة من مكانها
- يا مرحب يا مرحب بجابر باشا الشركة نورت.
وفتحت المكتب له لينظر هو إليها ويتأملها بجسدها المتناسق وذلك البنطلون الضيق الذي ترتديه موضحًا تفاصيل جسدها
- اتفضل يا باشا ثواني والورق يكون قدام حضرتك، تحب أطلبلك حاجه تشربها؟
فقال مبتلعًا ريقه
- جهوه مضبوطه يا ...
قالت بميوعة
- سما، سما يا باشا بيقولولي سما
ونظرت له نظرة مغوية
- بس أنا اسمي الحقيقي سماهر.
- سماهر!
قالها مرددًا الاسم فلقد أعجبه
- ما عيفهموش سما إيه سماهر أحلى وأطعم.
"قالها مبتلعًا ريقه
فردت بدلال
- ثواني يا باشا القهوه والورق يكونوا على مكتبك.
وخرجت
ليتنفس هو الصعداء
"باه ايه البت الجمر دي، وعليها اسم سماهر واه اسمها زين، وهي زينه، إجمد يا أبو الجوابر لسه هتشوف بنته حلوه كتير في البندر"
أما سماهر فلم تضيع وقتًا أبدًا أعدت هي القهوة وجهزت الأوراق وفتحت أول زرين في تلك البلوزة الضيقة التي ترتديها ودخلت له
- يا رب القهوه تعجبك يا باشا أنا اللي عملتها بإيدي أصل الواد بتاع البوفيه ده ما بيعرفش يعمل قهوه كويس دوق وقولي.
ليرتشف جابر القهوة ناظرًا لها
- وااااه ده أحلى فنجان جهوه دوجته في حياتي، ده كن الواحد ما شربش جهوه جبل سابج، إنتي اللي تعمليهالي على طول يا سماهر.
فضحكت
- تؤمر يا باشا، اتفضل بقى عاوزين توقيعك الكريم على الورق ده.
واقتربت منه جدًا بطريقة ملاصقة ليكون مرمى بصره مواجهها لصدرها وجابر يتصبب عرقًا أمام هذا الإغراء ويمضي الأوراق بلا أي تركيز
لتخرج سماهر ويجري هو للحمام ليغسل وجهه
"يا واجعتك المربربه يا جابر هاستحمل الصاروخ دي كيه؟!"
وتخرج سماهر وتضحك
"أيوه هو ده اللي هينشلك يا سماهر من فقرك وهيعيشك زي الملوك، السناره رشقت مش غمزت"
.......
تعود سماهر لشقتها المتواضعة لتجد بهججه في انتظارها
- حبيبة قلبي اللي مشرفنا في عالم رجال الأعمال.
لترتمي في حضنه
- وحشتني يا بهجوجتي كل دي غيبه؟
فيحكم يديه حول خصرها
- إيه يا قطه كان عندي كام بت كده باوضبهم عشان السفر.
- يا راجل سيبك من شغلانه أبوك مزاجنجي دي هو مات وورثهالك.
وتضحك ضحكه ماجنه
- ده أنا هانغنغك، السناره شكلها رشقت.
فقال فرحًا
- بجد يا بت خلاص، مين فيهم دياب وإلا جسار؟
ضحكة ماجنة أخرى انطلقت من حنجرتها
- لا ده ولا ده، دياب ده جبل ما بيحسش وآخر مره كان هيطردني لولا قعدت أتحايل عليه إني ورايا كوم لحم وزعق وقال تحترمي لبسك انتي مش في كباريه إهنيه، وجسار آه من جسار!
ضحك بهججه قائلًا:
- آه ما أنا عارف عينيكي هتطلع عليه.
فقالت برغبة وهي تتذكر جسار:
- الواد رهيب يا بهججه رهيب، شكلي باحبه بجد هاموت عليه وده ولا شعره فيه بتتهز ليا.
- أومال يا بت السناره رشقت في مين؟
أجابته و هي تتراقص
- في جابر، لو كنت شفته كنت قلت صبرتي ونولتي يا سماهر كلها يومين وهاجيبه على بوزه.
-ياه للدرجه دي؟!
- هتشوف.
ودخلا الغرفة يغوصان في بحار المحرمات
و ما أن انتهيا
- لازم نبعد بقى شويه وتشوف لي الدكتور فتيحه عاوزين واحد صيني معتبر عشان أجيب رجل جابر لازم أخليه زي الخاتم في صباعي.
إنتي تؤمري هاتي التليفون
- أيوه يا فتيحه، فوق يا دكتور الغبره إنت وكلمني عدل.
......
- جهز لنا واحد صيني شغل أصلي بتاع بلاده حاجه كده جامده وأنا ساعتين وأجيب سماهر ونجيلك.
.....
قالت سماهر:
- ساعتين ليه بس يا بهججه يالا نروح دلوقت.
فجذبها من يدها ليوقعها بجواره على السرير وغرقا في الحرام، ثم ارتديا ملابسهما وخرجا من الشقة فوجدا الجار أبو حسن أمامهما
- إزيك يا بهجت يا ابني طولت الغيبه على أختك سما المره دي.
- معلش يا أبو حسن الشغل بقى.
- ربنا معاك يا بني.
- على فين؟
- راحين مشوار نشتري شويه حاجات لسما.
- ربنا يخليك ليها يا ابني ويحنن قلبك عليها.
- تسلم يا أبو حسن بالإذن.
وتوجهها لفتيحه
- ازيك يا بهججه ادخلي يا سماهر خلصيني.
ودخلت الغرفة التي لا توحي أنها غرفة طبيب أبدًا
- إيه يا دكتور بشويش عليا.
- ورايا بنات غيرك، إيه خلاص اللي نفسك فيه حصل؟
- آه يا فتيحه ده تخطيط عالي حاجه ما تفهمهاش إنت،
مزاجنجي من يوم ما زيزيت وقعت في حب جسار وهو حط عينه على العيله دي ومن بعديه بهججه لازم نطلع منها بحاجه جامده دول مش أي حد وآديني أهو قربت انول اللي في بالي.
- طيب يالا بطلي لماضه واطلعي عشان نخلص.
فصعدت على ما من المفترض أن يكون سرير العمليات
- خف إيدك عليا يا فتيحه.
فقال مبتسمًا وممسكًا بياقة المعطف الملطخ بالدماء:
- وهو فيه أخف من إيد فتيحه.
...........
تمت العملية ورجعت سماهر شقتها، كان اليوم التالي إجازة من الشركة
في اليوم الذي يليه ذهبت للشركة
مرتدية جيب قصير يصل لفوق الركبة وبدي ملتصق بجسدها عليه بلورو قصير
بعد قليل مثلت سماهر أنها تعبه وسقطت بين يدي جابر الذي ارتبك ولم يعرف كيف يتصرف
- مالك يا سماهر فوجي إكده ما تخلعيش جلبي عليكي.
- مش عارفه حاسه إني تعبانه ودايخه ممكن معلش استأذن وأروح.
- هتروحي لحالك إياك؟ ما يصوحش آني هاوصلك.
وأسندها ليراها الكل خارجة تستند عليه وتركب السيارة معه، أوصلها بيتها وسندها بنفسه ليصعدها للشقة وعندما دخل أغلقت الباب وطلبت منه إيصالها لغرفتها كي ترتاح
أوصلها للسرير، تمددت على السرير وهي تتصنع التأوه بطريقة مثيرة جعلت جابر يتصبب عرقًا وأمسكت بيده
- تعبانه يا جبوره تع... با... نه.
جابر يتصبب عرقًا وأصوات نبضات قلبه تتعالى
- ألف سلامه أجيب دكتور؟
فتتلمس صدره
- لا دكتوري جمبي.
واقتربت منه
- بحبك يا جبورتي.
واحتضنته ففزع جابر
- يا ربي ما جادرش.
وفز من جوارها
- لا كله إلا الحرام لا استغفر الله استغفر الله.
ليدخل ساعتها بهججه متصنعًا الدفاع عن شرفه
- آه يا عديمة الربايه أنا هاقتلك.
لتختبئ سماهر وراء جابر فيقول له بهججه
-وهاقتلك إنت كمان لازم انتقم لشرفي اللي مرمطيه في الوحل.
قال جابر يحاول تهدئته:
- اصبر بس يا أبو خالو اصبر والله جصدي شريف اهدي بس.
- قصد إيه اللي شريف ده أنا هاقتلكم انتوا الاتنين.
- أنا عاتجوزها ابعت هات المأذون.
- لو كده ماشي.
ليأتي المأذون ويعقد قران جابر على سماهر بتوكيلها بهجت ففي الأوراق الرسمية بهجت هو أخو سماهر وبشهادة السائق والجار أبو حسن.
بعد عقد القران ونزول السائق ومغادرة أبو حسن
- يالا على بيت جوزك يا أختي ألف مبروك.
لملمت سماهر ملابسها لتنزل ممسكة يد جابر وليذهبا لشقته الدوبلكس المخصصة للعائلة وفور دخول جابر الشقة لم يتحمل وحمل سماهر لغرفته وأتم زواجه بها
مخدوعًا أنها ما زالت عذراء.
منعها جابر من نزول العمل فهي الآن زوجته.
........
بعد اسبوعان اكتشفت سماهر حملها لتهاتف بهججه
- تعالالي حالًا!
- إيه يا قطه لحقتي تزهقي من الراجل؟!
- اخلص اغمض عين وافتحها الاقيك عندي.
عندما وصل
- أومال جوزك فين؟
- في البلد نزل عشان فرح ابنه.
- وحشتك أنا صح؟
واقترب ليحتضنها فابعدته
فقال متضايقًا
- إيه يا بت إنتي صدقتي إننا أخوات و إلا إيه؟!
- بلا أخوات بلا زفت أنا حامل.
فارتمست البسمة على وجهه
- يا دي الهنا والسرور ده الراجل طلع طلقه.
حركت يديها سخرية
- راجل إيه أنا حامل منك انت.
قال متعجبًا
- يا بت واش عرفك؟
- أنا كشفت أول ما جابر مشي أنا حامل في شهر وأنا متجوزه جابر من أسبوعين.
فحك رأسه قائلًا:
- مش مشكله دول اسبوعين بس ده إحنا كده الحظ خدمنا.
-قصدك إيه؟
- هي دي فيها قصد اللي جاي ابن جابر طبعًا!
- ولو كانت بنت؟
- ما فيش بنات لازم واد ولو بنت هنغيرها بواد بأي طريقه أنا مش هاغلب.
- والبت هتوديها فين؟
- ليها ميت عوزه.
ثم ملس علة بطنها
- خلي بالك إنتي بس من صحتك كده عاوزين النونو بخير ، ده هيبقى مفتاح الهنا والسعد، صحيح أنا وإنتي بس اللي هنا! يا شيخه مش تكحي وإلا حاجه.
وأمسك يدها متجهًا لغرفة النوم
نزعت يدها منه
- إيه رايح فين؟
- هنحتفل بالخبر الجديد.
- لا مزاجي مش رايق يا بهججه.
انقلبت ملامحه
- إيه يا حلوه إنتي ما لكيش مزاج بس أنا مزاجي طالبك، إيه القول؟ هتمشيها رضا، وإلا يبقي غصب، ويروح فيها النونو و إنتي عارفاني في الغصب ما بارحمش.
استسلمت
- لا وعلى إيه الطيب أحسن.
.......
وصل جابر النجع ودخل والسعادة مرسومة على وجهه
ليقابله دياب
- مرحب بالغالي، إيه يا راجل عاوزنا نعزموك على فرح ابنك، جاي جبل الفرح بساعات!
فرد محرجًا
- ما تواخذنيش يا كبير إنت عارف الشغل في مصر بيجي زحمه كيه، ده أنا حتى عارجع بسرعه مش هاعوج اهنيه.
ابتسم دياب وضرب على كتفه
- زين زين يا جابر كن صحتك جات على العيشه في مصر طب ما تاخد معاك راجيه تونسك.
انتفض كأن عقربًا لدغه
- لاه لاه راجيه إيه ما عاوزش وجع رآس آني لحال إكده زين.
- اللي يريحك يا خوي يالا الضيوف في الجنينه.
وخرج جابر إلى الحديقة
ليأتي نبوي الغفير مسرعًا
- يا كبير.
- خير يا نبوي؟
فقال بصوت منخفض
- سواج سي جابر طالب يكلم جنابك بيجول موضوع مهم ووصاني حتى جابر بيه ما يعلمش إنه طلب يجابلك.
فعقد دياب حاجبيه
- دخله استراحه الضيوف الجبليه وآني جاي وراك وما تخليش حد يناظره.
ثم قال في نفسه
"يا تري الحكايه إيه؟ جلبي بيجول فيه مصيبه"
وذهب للاستراحة ليجد السائق عبد الرحمن يقف مضطربًا
- خير يا عبده فيه إيه؟
أجابه عبده متلعثمًا
- يا كبير ...أنا.... أنا .....
نفذ صبر دياب
- انطج.
- جابر بيه اتجوز.
ففتح دياب عينيه على اتساعهما ثم ضيقهما
- جلت إيه؟ مين اتجوز؟
- جابر بيه اتجوز السكرتيرة سماهر من اسبوعين.
شد دياب على الأبنوسية وكز على أسنانه
- من سبوعين وجاي تجولي دلوكت.
- والله يا كبير من يومها وأنا محتار ومش عارف أجول و إلا لاه خصوصي إن جابر بيه هددني إن الخبر ده لو حد عرفه هيقطع عيشي، بس آني جلت لازمن أعرفك واللي يوحصل يوحصل لأن ولا مؤاخذاه الست اللي البيه اتجوزها دي ولا مؤاخذه يعني شكلها ما تليجش بالعزايزه واصل.
صمت دياب ثم قال
- امشي يا عبد الرحمن وما فيش مخلوج اتخلج يعرف باللي جولتهوليه ده.
تنفس عبد الرحمن الصعداء
- طبعًا طبعًا يا كبير.
وخرج سريعًا
حدث دياب نفسه متحسرًا على أخيه وما أوقع نفسه فيه
- واه يا جابر وما لجيتش إلا سماهر ده إنت وجعتك مربربه بس نخلصو من الفرح وليك روجه!
محمد أبو زيد محمد معوض (التجاني)
هند حمدي عبد الكريم السيد
فيروز أكرم القطلبي
د.خليل السيد خليل محمد
مها السيد أحمد الخواجه
د. نهله فتحي بيومي حموده
د. ايمان احمد ابو المجد الدواخلي
د. نهى فؤاد محمد رشاد
احسين احمد الشريف بن قرين درمشاكي
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
د. عبد الوهاب المتولي بدر 
زينب حمدي 
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
ياسر محمود سلمي 
د. شيماء أحمد عمارة 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
1
-2
