للعشق قانون جاذبية خاص مهما حاولت منه الفرار يجذبك إليه كانجذاب الفراشة للنار.
سارت على الشاطئ تداعب الرمال قدميها وتنساب بين أصابعها مشعرة إياها بالراحة والهدوء، جلست على الكرسي أمام عشقها الأول والأخير ذو المزاج الرائق الصافي في هذا الشروق المميز، لم يكن من أحد هناك على الشاطئ، فكانت خلوتها مع الطبيعة مميزة ساحرة تخلب الألباب، الشمس تشرق عليها بخيوط ذهبية خجلة، والبحر ممتد أمامها بأمواج هادئة يدعوها لتعانقه.
لم تلبث إلا قليلًا حتى بدأ البحر يبث شوقه إليها ويناجيها لكأنها تسمعه يدعوها إليه،
أحست بيديه الشفافتين تلمسان يديها وتحثانها على الذوبان في أحضانه، انصاعت له، لم تكن لتقاوم هذا السحر! بدأت في الاقتراب منه رويدًا رويدًا لم يكن في مدى نظرها سوى سطح المياه الصافية وتلك اليخوت البعيدة على مدى رؤيتها.
أخذ يتسلقها بروية وهي تزداد هدوءًا وصفاءً حتى بلغ شفتاها ودخل الماء المالح في فمها! ساعتها أدركت أنها أصبحت في عمق لم يكن ينبغي بها الوصول إليه، فهي لا تجيد السباحة، أخذت قدماها تتصارعان علهما تجدا رمالًا تقفان عليها.
لكن هيهات! صارعت ضاربة بيديها سطح الماء، في محاولات للنجاة، لكن لم تجدي محاولاتها نفعًا، لقد صمم أن يحتويها بين أحضانه وأن تصبح من شهدائه، حاولت المقاومة مرة أخرى، لكن قواها انهارت أمامه وآثرت الاستسلام له!
بدأت في الاستكانة، رأت نفسها في نفق أبيض ضبابي تسير فيه للمجهول حتى أعماها النور فجأة.
لتسمع صوتًا يقول "يا الله سترك يا الله."
وأخذت تسعل الماء الداخل رئتيها وسمعت ذلك الصوت يقول "الحمد لله"
وفتحت عيناها لتصطدم عيناها بعيني ذلك الأسمر الذي ذاب في تلكما العينين اللتان لم تقلا سحر ولا جاذبية عن البحر.
حدث نفسه "يا الله سبحان ما خلقت وكأنها حورية من القصص الخيالية زرقاء العينين بيضاء البشرة صهباء الشعر."
سألها في لهفة "هل أنتِ بخير؟"
أجابت وهي تحاول التقاط أنفاسها "الحمد لله."
أردف وهو يتأمل جمالها " لقد أنقذك الله بمعجزة، أوشكتِ على الغرق."
حاولت ألا تسرح في ملامحه "آسفه، لقد جذبني البحر ولم أنتبه إلا بعد فوات الأوان."
ابتسم "الحمد لله أنني كنت أسير على الشاطئ فلمحتك."
ابتسمت فهام بها قالت "أشكرك كثيرا يا..."
بسرعة أجاب "يحيى وأنتِ"
"مي"
سألها وهو يود ألا يفارقها "هل تريدين مني أي مساعدة؟ هل تستطيعين الذهاب لغرفتك للراحة؟"
مدت يدها صافحته "أشكرك لقد أصبحت بخير، إلى اللقاء."
ود لو سحب يدها هذه ليضمها لصدره لكنه استجمع شتات قلبه "إلى اللقاء."
تركته داخله لبهو الفندق وهو يسير ورائها تحسبًا لأي طارئ (هكذا كان يحدث نفسه)
والتساؤلات تجتاحه كالبراكين الثائرة بلا هوادة، كيف أغرم هكذا من أول نظرة؟
من هذه الملاك التي تكرمت بالنزول للأرض؟ هل سأراها مرة أخرى؟
تابعها بعينيه حتى رآها تأخذ مفتاح الغرفة من موظف الاستقبال
ألقى يحيى التحية على موظف الاستقبال "صباح الخير يا علي، من هذه الفتاة؟"
"إنها السيدة مي الجيار حرم المرحوم جمال طاهر."
(صدم يحيى لمعرفه أنها أرملة فلم يكن يتوقع ذلك)
"أين تقيم؟"
"إنها مقيمه في الجناح 200 بالدور الأخير من الفندق المطلة على البحر."
"حسنًا علي، أرسل لها باقة كبيرة من الورود الحمراء وبداخلها ضع هذا الكارت."
وكتب يحيى بداخل الكارت
"أتمنى أن تكوني من محبي الزهور وسأكون في قمة سروري إذا قبلتِ دعوتي إلى تناول العشاء في مطعمنا المتواضع بالفندق؛ فأنا صاحب الفندق.
منقذك يحيى"
استلمت مي باقة الزهور وسرت بها فهي عاشقة للزهور.
اتصلت بالاستقبال وطلبت منهم موظفًا ليسلم برقية لصاحب الفندق السيد يحيى
وكتبت فيها
"أشكر سيادتك مرتان، مرة لإنقاذي ومرة على تلك الورود الرائعة التي أرسلتها، لكن اعتذر من سيادتك لا أستطيع قبول دعوة العشاء وشكرًا.
مي الجيار"
سلم الموظف البرقية ليحيى
فابتسم وسرعان ما تحولت بسمته لعبوس عندما قرأها، لكن لم ييأس فلقد استوطنت مي في قلبه ولن يتركها، إنه يحس بانجذاب شديد ناحيتها.
سأل في الفندق عن عاداتها فعلم أنها تحب تناول العشاء في شرفة غرفتها المطلة على البحر ولحسن حظه كانت الغرفة المجاورة لغرفتها خاليه، فتأنق وصعد لتلك الغرفة جالسًا بالشرفة المجاورة منتظرًا أن تطل عليه مي.
بعد مرور القليل من الوقت...
خرجت مي للشرفة لتتناول عشاءها المكون من الفاكهة والزبادي، وفور أن جلست حتى قاطع هدوءها قائلًا
"آسف على الإلحاح لكني حقًا استغرب من كونك وحيده هنا وكما يقولون قتل الفضول القط (وتصنع مواء القط)."
ضحكت مي رغمًا عنها "وماذا يريد مني القط؟"
ابتسم "أريد أن أتعرف عليكِ، فلا يعقل أن رجل أعمال مشهور مثلي وسيدة مجتمع راقي مثلك لا يعرفان بعضهما، حتى إن هذا التعارف سيصب في اقتصاد البلد مباشره ألا تريدين مصلحه الوطن؟!"
فضحكت "بالطبع أريد مصلحة الوطن."
"حسنًا أتودين أن آتي لشرفتك أم تأتين لشرفتي؟"
تضايقت "وهل ترى أن الاجتماع بين رجل أعمال مهم وسيدة مجتمع راقي يكون في الشرفة سيد يحيى؟"
"آسف حقًا، أنا لم أقصد أن أضايقك، لا تسيئ فهمي أرجوكِ، أرجوكِ اقبلي اعتذاري" قالها بطريقة مسرحية
أجبرت مي على قبول اعتذاره ضاحكة فهي لا تدري من أين ظهر لها هذا اليحيى؟ ولماذا لا تقوى على مقاومته؟
نزلا لبهو الفندق تساءل "لأي مطعم تود السيدة الذهاب؟"
"للمطعم الإيطالي"
طلبا عشاءهما وتجاذبا أطراف الحديث وبما أن مي تمتلك شركة للتصميم العقاري والديكورات اتفقا أن يزورها يحيى في شركتها بزيينا في الإسكندرية لتقوم بإعادة التصميم للفندق.
وودعها يحيى على وعد باللقاء على الغذاء.
غادرت مي يحيى وصعدت لغرفتها، وقفت في الشرفة وضحكت عندما استعادت ما قاله يحيى، وتلقت اتصالًا هاتفيا من شجن سكرتيرتها وصديقتها
"مرحبًا شجن، اشتقت لكِ."
"حقًا مي! ولهذا تركتني هنا وذهبتِ للاستجمام وحيدة!"
"أنتِ تعلمين شجن أن الفترة السابقة كان ضغط العمل كبيرًا وكنت بحاجة للاسترخاء وحدي، وحدي يا شجن بدون معارف أو حتى أصدقاء."
"حسنًا يجب أن تنهي هذا الاسترخاء المنفرد لأن لدينا جدول أعمال مزدحم."
"كيف ذلك؟ إن أقرب موعد هو الخاص بالشركة اليابانية وباقي عليه خمسه أيام."
"يا حلوتي الشركة لديها مؤتمر تسويقي هنا والتمسوا مني إعادة تغيير الموعد ولقد وافقت ولم أشأ أن أخبرك إلا قبلها بقليل كيلا أشغل بالك."
"حسنًا متى الاجتماع؟"
"غدًا يا رفيقتي."
(تضايقت مي ولكن لم تشأ أن تسري لشجن بضيقها)
"حسنًا سأكون عندك في الصباح الباكر، تصبحين على خير."
"أحلام سعيدة صديقتي."
تساءلت مي بينها وبين نفسها
"لماذا تضايقت؟ هل لأني سأغادر؟ أم لأني سأخلف موعد الغداء مع يحيى؟"
ونامت مي ولم ترى في أحلامها سوى يحيى، استيقظت منشرحة الصدر مسرورة الخاطر، لكن ما لبثت أن تضايقت عندما تذكرت أنها ستسافر، وجهزت نفسها للسفر وتركت ليحيى برقية اعتذار مفادها
"سيد يحيى
أعتذر بشدة عن موعدنا، لاضطراري للسفر وما زلنا عند موعدنا للعمل.
وشكرًا
مي"
أما يحيى استيقظ مسرعًا لبهو الفندق، عله يراها قبل موعدهما فناده علي قائلًا
"سيد يحيى لديك رسالة من السيدة مي."
بقراءة الرسالة تضايق كثيرًا لكنه عقد العزم على اللحاق بها إلى الإسكندرية.
***
أنهت مي اجتماعها مع الشركة اليابانية لتجد هاتفها يرن برقم غريب لا تعرفه
"من معي؟"
"أنا غاضب منكِ."
"من معي؟ أجب أو أغلق الهاتف."
"حسنًا حسنًا أنا اقتصاد الوطن الذي تركتيهً جائعا."
فضحكت مي وقالت "سيد يحيى، آسفه جدًا، ولكن كيف عرفت رقم هاتفي؟"
"هل تعتقدي أن يحيى نيازي يخفى عليه شيء؟"
"حسنًا أيها السيد الخارق للعادة، ما سبب اتصالك؟"
"أريد موعدًا للعمل سيدتي أم أنك لا تريدين العمل معنا؟"
"إذن كان يجب عليك الاتصال بالسكرتارية لتحديد موعد، لكن بما أنني أخلفت موعدي معك فسأحدد أنا لك الموعد، حسنًا انتظر"
لتلفت لشجن تسألها "شجن ما هو الموعد الخالي لعمل اجتماع مع السيد يحيى صاحب فنادق درة البحار؟"
نظرت شجن لها مبتسمة ابتسامة غامضة وراجعت مواعيد العمل
وقالت "بعد ثلاثة أيام " (بصوت مرتفع قاصدة أن يسمعه يحيى.)
نظرت لها مي معاتبة ولكن لم تستطع إلا الموافقة
"حسنًا سيد يحيى بعد ثلاثة أيام الساعة الثانية عشر هل يناسبك ذلك؟"
"بالطبع، سلام مؤقت، إلى أن نلتقي."
"إلى اللقاء."
ما أن أغلقت الهاتف، إلا وقفزت شجن تتعلق بها "ما القصة يا صديقتي العزيزة؟"
ابتسمت مي "لا أعلم يا شجن."
وقصت عليها ما حدث بينهما وتابعت قائلة
"أحس بانجذاب شديد له يا شجن كفراشة تحوم حول الضوء، لكن أخشى أن تكون مشاعري في غير محلها واحترق بنيران الصدمة."
قالت شجن بخبث "لو كنتِ أخبرتني ما حدث بينكما كنت جعلت الموعد اليوم وليس بعد ثلاثة أيام، أنا الآن على أحر من الجمر لأرى من ذلك الذي خطف قلبك؟"
أغلق يحيى الهاتف معها وذهب لمكتب عمه فالمسألة الآن مسألة عمل.
نيازي عم يحيى هو رجل خمسيني لم يتزوج، كل ما يشغله عمله.
"مرحبًا بالعم المشغول."
نيازي ضاحكًا "يا أهلًا، أي ريح طيبة ألقت بك عليَّ أيها المغامر؟"
"ريح العمل بالطبع، طبعًا أنت تعرف برغبتي في تغير ديكورات الفندق وتجهيزاته لتكون أكثر حداثة، لقد وجدت شركه ممتازة للعمل معنا وسنذهب للاجتماع بمديرتها والاتفاق معها."
"حسنًا يا رجل الأعمال الهمام، أثق دائمًا في خياراتك أخبرني الآن اسم الشركة ومن مديرتها؟"
"شركة مي الجيار"
(فتجمدت ملامح نيازي ثم سيطر عليها سريعًا)
"مي لا غبار على عملها أبدًا، ولا على دقتها والتزامها كل رجال الأعمال يتمنون العمل معها فكيف وافقت على عقد اجتماع معك بسهولة؟"
ابتسم يحيى ممسكًا بياقة قميصه "قدرات يا سيدي قدرات، لكن لماذا تبدلت ملامح وجهك عند سماعك اسمها؟"
"لا شيء يا يحيى لا تشغل بالك."
صمت يحيى وغادر المكتب لكنه أحس أنه يخفي عنه شيء بالتأكيد.
****
بعد ثلاثة أيام تأنقت مي كعادتها وارتدت حلة رسمية سوداء ورفعت شعرها الأصهب في تسريحة عملية وذهبت للشركة تعد الساعات حتى موعد وصول يحيى.
كانت شجن تجلس على مكتبها، وجدت من يقف أمامها
"لدي موعد مع السيدة مي من فضلك، أنا يحيى صاحب فنادق درة البحار."
رسمت شجن ابتسامة عريضة "حسنا تفضل معي لغرفة الاجتماعات وستوافيك السيدة مي بعد قليل."
دخل يحيى ونيازي ومحامي شركتهم السيد خالد للغرفة، وطارت شجن حرفيًا لتبلغ مي بوصولهم، دخلت عليها مكتبها مقتحمه إياه وهي تلهث حتى أن مي فزعت
"ما بك يا شجن؟"
قالت وهي تحاول أن تهدأ
"لقد وصل الوسيم الذي شغل عقلك لكن لا أعتقد أنه يستحق كل هذا."
(شجن أعجبت بيحيى من الوهلة الأولى لكن أرادته لنفسها وليس لمي، فيكفي مي الثروة التي لديها، وبالتأكيد ستجد رجلًا آخر تحبه أما شجن فهذه فرصة لها لا ولن تعوض، ليس كراهية في مي أو غيرة منها، هي لم تكن تتوقع أن مي تعشق يحيى بهذه السرعة.)
استغربت مي من رد فعل شجن لكن لم تهتم فكل ما يشغل بالها الآن هو رؤية يحيى، دخلت القاعة وألقت عليهم التحية مرحبة بهم ومبدية سعادتها بالعمل مع شركه كشركتهم
قال نيازي "كنت أتوق للتعرف بك يا سيدة مي."
(قالها بطريقة غامضة حتى أن عيناه التمع بهما الدمع! ولكنه جاهد لإخفائها ونظر لها نظرة لم تستطع تفسيرها، ولاحظ يحيى تلك النظرة فتأكد شكه أن عمه يخفي عنه شيئًا.)
"الشرف من نصيبي سيد نيازي فاسمك وسمعتك تسبقانك، والآن هل نباشر العمل؟"
شجن بالطبع كانت معهم في الاجتماع وكذلك محامي شركتهم السيد أحمد، وخالد محامي شركه نيازي الذي أعجب بشجن منذ أن وقعت عيناه عليها.
اتفقوا على التفاصيل...
وسط إعجاب وحب متزايد من الجميع للجميع كان كيوبيد الحب يرفرف على القاعة ناشرًا سهامه يمينًا ويسارًا!
مي ويحيى يهيمان ببعضهما، شجن تضع عينها على يحيى، خالد أعجب بشجن،
انتهى الاجتماع وغادر الجميع، ذهبت مي لمكتبها تستغرب من نفسها ووقوعها سريعًا في حب يحيى، وهل يا تُرى يحبها؟ وهل يعرف حكايتها؟! وكيف لا يعرف حكايتها والبلد بأكمله يعرف حكايتها!
****
نيازي في السيارة موجهًا الحديث ليحيى
"أرى في عينيك إعجابًا لا تستطيع أن تخفيه يا ولدي تجاه مي، تريث، فأنت لا تعلم الكثير عنها، وتأكد من مشاعرك أولًا، لن أسمح أبدًا أن تلعب بمشاعرها، الفتاة ليست بحاجه لمزيد من الجروح والمحن، يكفيها ما عانته."
تساءل يحيى "عن أي محن تتحدث؟ أخبرني."
نظر له نيازي قائلًا "أنت إذن لم تبحث جيدًا في ماضيها ولا تعرف، سأقص عليك ما أعرفه...
مي الجيار (نطق اسم الجيار بطريقة غريبة وكأنه يكره الاسم وصاحبه) تزوجت جمال رغم أنه في سن الجيار وربما أكبر وكان لجمال ولد من زوجته السابقة يسمى أشرف، كان أبعد ما يكون عن اسمه والكل كان يعرف بعلاقاته الغرامية المتعددة وإدمانه الذي فشل جمال في علاجه رغم محاولاته المتكررة، أشرف كان يضع عينيه على مي، ذلك الفاسق كان يريد مي لنفسه ولم يخجل من التصريح بذلك، حتى بعد أن تزوجها والده (نطق تلك الجملة بمرارة).
أبعده جمال عن المنزل وفي أحد الأيام انتهز أشرف غياب جمال عن المنزل في عمل، وتسلل وهاجم مي وحاول الاعتداء عليها فقتلته مي دفاعًا عن نفسها، وقُبض عليها وأسرع جمال في الحضور وجند كل رجاله ومعارفه للإفراج عنها بسرعة، وتمت تبرئتها خاصة أن جمال أخبرهم أن أشرف كان يتربص بها وشهد الكل بذلك، توفي الجيار يوم الإفراج عن مي، صدمته سيارة مسرعة لا تحمل أرقام،
وبعد أقل من شهر توفي جمال بالسرطان، لم يكن أحد يعرف أنه مصاب ولا حتى مي، عانت الفتاة كثيرًا يا يحيى من فضلك لا تزد عليها"
قال بتأثر وقد ترقرق الدمع في عينيه على ما قاسته محبوبته
"أنا أحبها كثيرًا يا عمي، من أول وهله رأيتها، زرقة عيناها وشعرها الأصهب، أحسست أني أعرفها، إنها جزء مني كان ضائعًا ووجدته، أحس أني موسوم بها كالقصص الخيالية إنها المقدرة لي."
***
بعد وصوله لمنزله فلثد آثر الاستراحة بعد عناءه مما عرفه،
هاتف مي
"هل تقبل السيدة مي دعوتي على العشاء احتفالًا بتوقيع عقود عملنا؟"
"لو كنت قبلت بالاحتفال بالعشاء لكل عقد أبرمه لكنت أقمت بالمطاعم سيد يحيى."
"فلندع جانبًا كلمه سيد يا مي، أنا منقذك، لست غريبًا أم أنك نسيت التنفس الاصطناعي؟"
"يحيى تأدب."
"حسنًا، أنا آسف هيا اقبلي دعوتي، أنتِ ما زلتِ مدينه لي بموعد الغذاء."
"موافقة."
واتفقا على المكان الذي سيتناولان فيه عشاءهما.
لم تخبر مي شجن أنها ستقابل يحيى عندما طلبت منها أن تخىجا سويا... لا تدري لماذا؟ لكن شيئا بداخلها حذرها من ذلك وتحججت أنها ستنام مبكرا.





































