بعض الحروف تعبث بذاكرتنا،تحرك شفاهنا سهوا لتنطق بأسماء ادعينا نسيانها منذ زمن وها هي تلح علي الذاكرة من جديد لتخبرنا ألا مجال للنسيان، ألا مجال للمضي قدما ، بعض الحروف سيدتي تأخذ لنا موعدا للعشق في مخيلتنا مع أحباء فارقونا وما عاد لنا القدرة علي مواصلة الود معهم... دعونا نحتسي التكيلا علي خيباتنا أو دعونا نذكرهم سرا في دعائنا... والآن علي هذه الحروف أن تندثر عن الأعين ،أن تختفي بلا رجعة... ولكن كيف وقد حفرت بدمائنا علي جدار القلب وجاءت لتعيد النزيف في عروقنا المنتساه منذ مدة...
فحرف كحرف Aحين يذكرني بنفسه علي صفحات كتاب قديم بالي فهو لا يشهر نفسه في وجهي فقط بل يعلن عليا حرب الذكريات ،ويجرني عمدا إلي محرقته من جديد ،ربما لم يتشفي بعد وأراد لنا حدادا جديدا نراجع فيه مآسينا السابقة وسقاطاتنا المتكررة... الغريب في هذا الحرف هو التلاقي المتعمد بين جبهتيه وكأنهما عاشقان لا يمكن أن تفرقهم الأزمان مهما حدث..فليس نحن من وضع هذا الارتباط بل هي أبجدية الحروف... وهنا ليس علينا سوي أن نحتفل بعودتهما من جديد وعلينا أيضا أن نستعد لموسم فراقهما الحتمي....
فنحن لا نلتق سوي لنفارق...
١٦/١/٢٠٢٠