أشد أنواع الخذلان قسوة ليس ذاك الذي يأتينا من غريب عابر، بل من أولئك الذين كنا نعدّهم عِمادًا وظهيرًا.
حين يُكسر قلب امرأة على يد أقرب الأقربين لها، تشعر وكأنها فقدت أصلها المتين، تتسلل إليها الشكوك في ذاتها وقيمتها، وتُسلب منها الثقة في الدنيا بأسرها، بدلا أن يكونوا ملاذًا آمنًا، يتحولون إلى عبء ثقيل يشدّها نحو الأسفل، هذا الألم العميق يجعلها تشعر بوحدة قاتلة في معركة لم يكن مقدّرًا لها أن تخوضها أصلًا.
ولكن هناك حقيقة لا ينبغي أن تغيب:
صحيح أنهم خذلوا الدور الذي كان ينبغي عليهم القيام به، لكن هذا لا ينتقص من قدرها، ولا من قيمتها الجوهرية، ولا من حقها الأصيل في أن يحبها ويدعمها أناس صادقون.
ربما لم يكن لها خيار فيهم، لكن الخيار بين يديها الآن لتكن هي أهلها وسندها الأقوى.. باستطاعتها أن تبني لنفسها حصن الأمان الذي افتقدته، وأن تجد في هذا العالم أرواحًا تستحق قلبها النقي، تحترمها وتحبها بكل الصدق الذي يليق بها.