قس يحي بالحقد في بلد الطغيان
متسربل بالغل قلبه سليط اللسان
أليس لك عقل تدعوا لحرق القرآن
لو كنت تعقل لدعوت لهدم الأوثان
كيف وأنت تزعم أن الرب مات على الصلبان
إن كان ذلك حقا فهل من العقل تقديس الصلبان
أرأيت أم يقتل ولدها بخنجر مسموم النصلان
أتعظم الخنجر وتعلقه بصدرها وعلى الجدران
إن عظمت آلة قتل حبيبها قلنا أصابها الخبلان
هل كانت رغبة ربكم أن يموت مصلوب اليدان
فقد حقق بني القرود رغبة ربكم في غاية الإتقان
فقدسوا اليهود فهم من صلبوا ربكم على الصلبان
أإله يخلق عجائب الكون ويعجز بزعمكم عن الغفران
فيقتل نفسه صلباً حتى يكفر خطيئة بني الإنسان
إن كان ذلك حقاً فلما أهلكهم جميعاً في الطوفان
وإن مات الإله فمن يا ترى حين موته أدار الأكوان
عجبت لإله يعذب حتى الموت ثم يلف في الأكفان
لا شك أن العقل نعمة ينالها فقط من عبد الرحمن
من اتخذ غير الله إلهاًً مخلصاً فليس له إلا الخذلان
أإله يولد ثم يرضع الثدي يمصه ثم يلهو مع الأقران
أإله يأكل الطعام فإذا حصر جرى يهرول للحمام
يغسل بيديه ما تشمئز منه النفس وتأباه العينان
إن كان ذاك إله لكان الملحدون أعقل بني الإنسان
فاستيقظ لنفسك يا قس قبل أن يتداعى عليك البنيان
فتخرج راجف القلب بلا ستر هارباً تولول كالنسوان
وأراك يوماً مجندلاً في الأرض صريعاً تطأك منا القدمان
لا تغتر أن بلاد الإسلام خلت ربوعها زماناً من الفرسان
لا تغتر أن الأمر بيد عملائكم الفاسدين أصحاب الطغيان
يوشك أن يطير الرماد الذي غطى على وهج النيران
فلا تستعجل الحمم فسوف تخرج ناسفة أفواه البركان
فينادى يا خيل الله اركبي وطهري الأرض من الأوثان
فتراني وقومي فوارس تشيب لهول بأسها هامة الولدان
إن كنت ترهب الأسود وتخر صريعاً مبللا لصوتها الرنان
ستراها قططاً وديعة حين ترى بارقة السيف وقسوة الطعان
إن اعتدت مجالس الفجور وسماع المعازف وآلة الكمان
ستراني عازفاً بمدفعي على أوتار قلوبكم أنشودتي عذبة الألحان
أعدك أن ننسف صنم الحرية ونذروه في الرياح كأنه ما كان
فإذا نزل نبي الله عيسى يحيي السنة سيكسر كافة الصلبان
احرق أولا تحرق ومت بغيظك برغم حقدكم سنرتل في روما القرآن