" كل صباح تنهل من صناديق القمامة، تتذوق بعض الفتات بعد اختبار رائحته، وان كان جزء منه طالته العفونه، لا تشعر به في وسط كم هذا الزخم من الروائح، باتت لها مألوفة وعادية، وربما مريحة، وربما جيدة، عجيب الأعتياد يجعلنا نألف ونتأقلم ونتجاوز، يقتل بداخلنا شعور رفضنا لأشياء بعينها ثم نتقبلها بكل رحابة، ترى كيف كان شعورها أول مرة تسللت بين تلك الصناديق، قطعاّ لم تكن بهذا الشغف، ولا بتلك السعادة الخفية حين وجدت صفائح المياه الغازية أو بقايا وجبة فاسدة، وبغض النظر عمَّا دفعها أول مرة بقدر ما هو أهم، شعورها الأول تجاهه وكم إستغرقت ليموت بداخلها شعور " التأفف " وما ماتت معه من مشاعر اخرى حتى وصلت لهذه النسخة .