آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ظلال المدينة القديمة الفصل الثالث

المصحة المنسية

 

وقف قلبي للحظة، أو ربما توقف الزمن ذاته. ذلك الوجه… عينيّ، وجهي، تعابيري، لكنه ليس أنا.

 

أخذت خطوة للخلف، فصدر عن الأرضية صوت طقطقة خفيفة. لم يتحرك الظل الذي يشبهني، لكنه كان يراقبني، عاكسًا ارتجافي بصبر غريب.

 

رفعت المصباح لأكشف المزيد من الغرفة، فارتطمت أنفاسي بحلقي عندما رأيت الجدران…

 

كانت مليئة بالكتابات، خربشات مضطربة، أرقام متكررة، أسماء ممزقة بين الخطوط. لكن أكثر ما جذب نظري كانت تلك الجملة التي كُتبت بعنف مئات المرات:

 

"تذكَّر من أنت."

 

لم أدرك أنني كنت ألهث حتى شعرت بصدري يعلو ويهبط بحدة. لم يكن هذا مجرد باب مغلق… لم يكن مجرد غرفة. كان هذا المكان يحمل شيئًا أعمق، شيئًا مدفونًا في ذاكرتي.

 

"دكتور ياسين…"

 

التفتُ بسرعة نحو الباب، كان كارم يقف هناك، لكن نظرته لم تكن غاضبة، ولا متفاجئة… كانت حزينة.

 

"ماذا فعلت؟" سألته، لكنني بالكاد سمعت صوتي.

 

تقدم خطوة إلى الداخل، نظر إلى الجدران، ثم إليّ، وقال بصوت منخفض:

 

"ألم يحن الوقت لتتذكر؟"

 

جاءتني الذاكرة كصدمة كهربائية. المكان… الممرات الضيقة، الغرف ذات النوافذ المغلقة، الوجوه المرتبكة للنزلاء… لم يكن هذا مجرد بنسيون.

 

لقد كان مصحة.

 

وكنتُ أحد مرضاها.

 

انحنيت على ركبتيّ، رأسي يدور وكأنني أغرق في دوامة لا قاع لها. لم يكن هذا ممكنًا… بالتأكيد جئت إلى هنا سابقا كطبيب شرعي، كنت أحقق في جريمة… كنت…

 

لكن الصور لم تتوقف.

 

وجوه الأطباء… همسات خلف الأبواب… قيود باردة حول معصمي…

 

وصوت طبيب عجوز يقول لي:

 

"ياسين… أنت لست وحدك في رأسك."

 

رفعت عيني إلى كارم، لم أعد متأكدًا إن كان هو مدير البنسيون… أم طبيبي القديم.

 

"من أنا؟" همست.

 

نظر إليّ طويلًا، ثم قال بهدوء:

 

"أنت من كان يبحث… لكنك لم تعرف."

 

وراءه، في الظلام، كان وجهي الآخر لا يزال يبتسم.

 

*****

 

تراجعت خطوة، بينما بدأ رأسي يضجّ بأصوات لم أكن متأكدًا إن كانت داخل جمجمتي أو في الغرفة ذاتها. شعرت وكأنني أقف عند حافة هاوية، وأنني لو تحركت خطوة خاطئة، فسأسقط إلى مكان لا عودة منه.

 

"أنا… جئت إلى هنا للتحقيق في جريمة قتل…أليس كذلك!"

 

سمعت صوتي وكأنه يخرج من شخص آخر، شخص يحاول التمسك بعالم ينهار من حوله.

 

لكن كارم لم يتحرك، لم ينكر، ولم يؤكد. فقط نظر إليّ بتلك العينين اللتين تحملان شفقة غامضة، وقال:

 

"وهل وجدت القاتل، دكتور؟"

 

الغرفة بدأت تضيق. لا، ليس الغرفة… بل رأسي. كانت هناك صور تتدافع، أصوات متقطعة، كلمات مبعثرة تتداخل مع بعضها:

 

"يجب أن يُعزَل… إنه خطر على نفسه."

 

"ياسين، انظر إليّ، هل ترى شخصًا آخر في المرآة؟"

 

"كانت مجرد حادثة، لم يكن يعرف ما يفعل."

 

أمسكتُ رأسي بيديّ، مصباحي سقط وتحطم، لكن الضوء لم يختفِ… كان هناك وهج باهت ينبعث من الجدران، كما لو أن الكتابات التي ملأت المكان بدأت تتوهج ببطء.

 

"تذكَّر من أنت."

 

ثم رأيت نفسي.

 

لكن ليس في المرآة هذه المرة.

 

رأيت نفسي في ذاكرة لم أعرف أنني أمتلكها.

 

كنتُ جالسًا على سرير معدني بملاءة خشنة، معصمي كانا يحملان آثار قيود قديمة. كنتُ أصغي إلى صوت شخص يجلس قبالتي، رجل أصلع بمعطف طبي، عيناه متعبتان لكنه يتحدث بثبات:

 

"ياسين، نحن هنا منذ ستة أشهر، ونتقدم بشكل جيد. لكنك تحتاج إلى أن تتقبل الحقيقة."

 

"أي حقيقة؟" سمعتُ صوتي القديم، متحشرجًا ومتعبًا.

 

الطبيب أمال رأسه قليلًا، كأنه يبحث عن الطريقة المناسبة ليقولها، ثم نطق بالكلمات التي مزقت عالمي إلى نصفين:

 

"أنت لم تأتِ إلى هنا كطبيب، ياسين. أنت جئت كمريض."

 

صرختُ.

 

كان الصراخ يخرج من داخلي كتمزق لحم حيّ، وكأنني كنت أسحب حقيقة مدفونة تحت جلدي منذ سنوات. تهاويتُ على الأرض، يداي تمسكان بلا شيء، أنفاسي تتسارع بجنون.

 

كارم لم يتحرك. لم يحاول منعي، لم يحاول تهدئتي.

 

لأنه كان يعلم.

 

لأنهم جميعًا كانوا يعلمون.

 

رفعت رأسي ببطء، وعندما نظرت إلى الباب، لم أرَ مجرد خشب قديم، بل رأيت زنزانتي.

 

رأيت نفسي، قبل سنوات، أجلس خلفه، أراقب الممرضين وهم يسيرون في الرواق، بينما كنتُ أهمس لنفسي بجنون:

 

"يجب أن أخرج من هنا. يجب أن أخرج."

 

لكنني خرجت.

 

أليس كذلك؟

 

أليس كذلك…؟

 

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا خلفي.

 

كان أشبه بضحكة خافتة، لكنها كانت ضحكتي.

 

التفتُ، وهناك، في الظل، وقف هو.

 

أنا الآخر.

 

ابتسم لي، وقال بصوتي ذاته:

 

"هل عرفت الآن… من قتلهم جميعًا؟"

 

يتبع ...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334120
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190244
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181661
4الكاتبمدونة زينب حمدي169818
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131010
6الكاتبمدونة مني امين116811
7الكاتبمدونة سمير حماد 107916
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98012
9الكاتبمدونة مني العقدة95106
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91914

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1464 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع