هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  •  العدل ليس مزاجًا ولا انتقائية
  • فؤادة… وعتريس... شيء من العقل
  • أمل مصحوب بالخبل
  • هل يمكن أن نجد أنفسنا في إنسان آخر؟
  • لو يرجع بينا الزمان
  • في عينيك حييت 
  • لِماذا رحلتَ؟
  • المنيو.. لو سمحت 
  • حين تكون العلاقات جرحًا.. وبلسمًا في الوقت نفسه
  • صورنا الرائعة
  • أنثى الغيم
  • مقعد فارغ
  •  حرية الإنسان بين سطوة الخوارزميات ووهم المتعة
  • فلسفة المودة والرحمة - انزع فتيل أعصابك - 
  • لم يكن عنك فقط
  • الرياضيات… عشقٌ لا ينطفئ
  • حرب السودان ...معركة بلا طاولة تفاوض
  • ناس مرهقة
  • المجانون
  • تغييرات المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ظلال المدينة القديمة .. الفصل الأول

 

الفصل الأول: الطريق إلى البنسيون

 

لم تكن هذه الرحلة اختياري. بل كانت نصيحة طبية، أو بالأحرى تحذيرًا من زملائي في المشرحة، حين لاحظوا أن يدي بدأت ترتجف أثناء عملي. "أنت في حاجة إلى راحة، يا دكتور ياسين"، هكذا قال لي أحدهم، وهو رجل لا يعرف الرحمة حين يتعامل مع الجثث، ففهمت أنني تخطيت الحد الذي لا يجب أن يتخطاه المرء في مهنتي.

 

ولذا وجدت نفسي في عربة مهتزة، تجرها خيول متعبة، متجهًا إلى مكان بالكاد سمع عنه أحد، ولكنى ذهبت بتوصية أحد الزملاء عندما لمحت له بأننى أريد الهدوء التام . كان يحمل عنوان: بنسيون الشرق.

 

كان الليل قد استقر تمامًا حين وصلت، والريح تعوي كذئب جائع بين الأشجار العارية. بدا المبنى من بعيد كهيكل عظمي مهجور، جدرانه مشققة، وسقفه مائل كأنه على وشك الانهيار. توقفت العربة أمام بوابة صدئة، ونزلت وسط بركة من الطين، وقبل أن أطرق الباب، فُتح ببطء، كأن أحدًا كان ينتظرني.

 

ظهرت أمامي امرأة عجوز، تقف تحت ضوء مصباح زيتي، وجهها غارق في الظلال. حدقت بي لبرهة قبل أن تقول بصوت أجش:

 

— "دكتور ياسين البدري؟"

 

لم يعجبني أنها نطقت اسمي قبل أن أخبرها به، لكنني اكتفيت بالإيماء.

 

— "تفضّل… أنت متأخر."

 

لم أسألها كيف عرفت أنني قادم. كنت قد بدأت أشعر أنني تأخرت حقًا… لكنني لم أكن أعرف على ماذا.

 

*******

 

أدخلتني العجوز إلى ردهة واسعة، مضاءة بمصابيح زيتية ترمي بظلال مرتجفة على الجدران الملطخة بالسواد. كانت هناك طاولة طويلة، يجلس حولها بضعة أشخاص، كل واحد منهم يلتزم بصمته، كأنهم حضروا جنازة لا يعرفون صاحبها.

 

اقترب مني رجل قصير القامة، ممتلئ الجسد، يحمل ندبة طويلة تمتد من أسفل خده إلى عنقه. عرّف نفسه بأنه كارم، صاحب البنسيون، ثم أشار إلى المقاعد قائلاً بصوت خافت:

 

— "اجلس، يا دكتور. من الأفضل أن تتعرف إلى بقية النزلاء."

 

تقدمت وجلست، أشعر بنظراتهم تلتهمني في صمت. كنت أستطيع أن أرى في وجوههم شيئًا مألوفًا… ليس الخوف، بل الترقب. كأنهم ينتظرون مني أن أقول شيئًا محددًا.

 

تنحنح أحدهم، كان رجلاً نحيفًا، يرتدي نظارة سميكة، وسألني دون مقدمات:

 

— "طبيب شرعي؟ هل جئت للتحقيق؟"

 

رفعت حاجبي.

 

— "للراحة، ليس أكثر."

 

تبادل النزلاء نظرات سريعة، ثم خفضوا رؤوسهم في صمت. لكن امرأة كانت تجلس في الزاوية، نحيلة كظل، رفعت عينيها إليّ وقالت بصوت بالكاد يُسمع:

 

— "لا أحد يأتي إلى هنا للراحة، دكتور."

 

سألتها:

 

— "وماذا عنكِ؟ لماذا أنتِ هنا؟"

 

ترددت للحظة، ثم ابتسمت تلك الابتسامة التي لا تخبرك بشيء، وقالت:

 

— "أنا هنا منذ مدة… أطول مما يجب."

 

*****

 

في الليلة الأولى، لم أستطع النوم. كان هناك صوت خافت، كأن أحدهم يهمس خلف جدار غرفتي. نهضت بحذر، أشعلت مصباحي الزيتي، وخرجت إلى الرواق.

 

كان كل شيء ساكنًا، لكنني شعرت بأن المكان نفسه يتنفس. الأرضية تصدر أنينًا تحت قدميّ، والجدران بدت وكأنها تتقلص وتتمدد ببطء.

 

ثم لاحظت بابًا في آخر الرواق… بابًا لم يكن مثل باقي الأبواب.

 

كان مغلقًا بقفل صدئ، لكن الأهم من ذلك… كانت هناك علامات على خشبه، كأن أحدًا قد حفر بأظافره كلمات غير مفهومة. اقتربت، مررت أصابعي على الخدوش، وفجأة…

 

— "لا تلمس الباب."

 

تجمدت في مكاني، والتفت ببطء.

 

كانت المرأة النحيلة، واقفة في الظلام، عيناها مفتوحتان على اتساعهما.

 

— "لماذا؟"

 

— "لأن من فتحه قبلك… لم يعد ليخبرنا بما رآه."

 

ما الذي يخفيه الباب؟ ومن هم هؤلاء النزلاء حقًا؟ والأهم… هل كان ينبغي لي أن آتي إلى هنا؟

 

كل ذلك سأعرفه قريبًا، لكن ليس قبل أن يطرق الموت بابي.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
6↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑2الكاتبمدونة خالد العامري
8↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
9↑2الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑70الكاتبمدونة يوستينا الفي133
2↑41الكاتبمدونة هبة محمد204
3↑17الكاتبمدونة رهام معلا168
4↑14الكاتبمدونة آيات القاضي121
5↑13الكاتبمدونة هبة شعبان153
6↑12الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)149
7↑9الكاتبمدونة مي القاضي30
8↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد66
9↑9الكاتبمدونة رشا شمس الدين109
10↑9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود171
11↑9الكاتبمدونة طه عبد الوهاب174
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1094
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري509
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين419
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب343005
2الكاتبمدونة نهلة حمودة200298
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187536
4الكاتبمدونة زينب حمدي171411
5الكاتبمدونة اشرف الكرم136129
6الكاتبمدونة مني امين118141
7الكاتبمدونة سمير حماد 111075
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101446
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98476
10الكاتبمدونة مني العقدة97291

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
2الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
3الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
4الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
5الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
6الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
7الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
8الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
9الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
10الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28

المتواجدون حالياً

2829 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع