آخر الموثقات

  • شبح عبدالله بن المبارك تعري أشباح النفوس
  • دعوة الرجل الطيب
  • بين غيم السماء وضجيج الأرض
  • العام 2050
  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. ظلال المدينة القديمة .. الفصل الأول

 

الفصل الأول: الطريق إلى البنسيون

 

لم تكن هذه الرحلة اختياري. بل كانت نصيحة طبية، أو بالأحرى تحذيرًا من زملائي في المشرحة، حين لاحظوا أن يدي بدأت ترتجف أثناء عملي. "أنت في حاجة إلى راحة، يا دكتور ياسين"، هكذا قال لي أحدهم، وهو رجل لا يعرف الرحمة حين يتعامل مع الجثث، ففهمت أنني تخطيت الحد الذي لا يجب أن يتخطاه المرء في مهنتي.

 

ولذا وجدت نفسي في عربة مهتزة، تجرها خيول متعبة، متجهًا إلى مكان بالكاد سمع عنه أحد، ولكنى ذهبت بتوصية أحد الزملاء عندما لمحت له بأننى أريد الهدوء التام . كان يحمل عنوان: بنسيون الشرق.

 

كان الليل قد استقر تمامًا حين وصلت، والريح تعوي كذئب جائع بين الأشجار العارية. بدا المبنى من بعيد كهيكل عظمي مهجور، جدرانه مشققة، وسقفه مائل كأنه على وشك الانهيار. توقفت العربة أمام بوابة صدئة، ونزلت وسط بركة من الطين، وقبل أن أطرق الباب، فُتح ببطء، كأن أحدًا كان ينتظرني.

 

ظهرت أمامي امرأة عجوز، تقف تحت ضوء مصباح زيتي، وجهها غارق في الظلال. حدقت بي لبرهة قبل أن تقول بصوت أجش:

 

— "دكتور ياسين البدري؟"

 

لم يعجبني أنها نطقت اسمي قبل أن أخبرها به، لكنني اكتفيت بالإيماء.

 

— "تفضّل… أنت متأخر."

 

لم أسألها كيف عرفت أنني قادم. كنت قد بدأت أشعر أنني تأخرت حقًا… لكنني لم أكن أعرف على ماذا.

 

*******

 

أدخلتني العجوز إلى ردهة واسعة، مضاءة بمصابيح زيتية ترمي بظلال مرتجفة على الجدران الملطخة بالسواد. كانت هناك طاولة طويلة، يجلس حولها بضعة أشخاص، كل واحد منهم يلتزم بصمته، كأنهم حضروا جنازة لا يعرفون صاحبها.

 

اقترب مني رجل قصير القامة، ممتلئ الجسد، يحمل ندبة طويلة تمتد من أسفل خده إلى عنقه. عرّف نفسه بأنه كارم، صاحب البنسيون، ثم أشار إلى المقاعد قائلاً بصوت خافت:

 

— "اجلس، يا دكتور. من الأفضل أن تتعرف إلى بقية النزلاء."

 

تقدمت وجلست، أشعر بنظراتهم تلتهمني في صمت. كنت أستطيع أن أرى في وجوههم شيئًا مألوفًا… ليس الخوف، بل الترقب. كأنهم ينتظرون مني أن أقول شيئًا محددًا.

 

تنحنح أحدهم، كان رجلاً نحيفًا، يرتدي نظارة سميكة، وسألني دون مقدمات:

 

— "طبيب شرعي؟ هل جئت للتحقيق؟"

 

رفعت حاجبي.

 

— "للراحة، ليس أكثر."

 

تبادل النزلاء نظرات سريعة، ثم خفضوا رؤوسهم في صمت. لكن امرأة كانت تجلس في الزاوية، نحيلة كظل، رفعت عينيها إليّ وقالت بصوت بالكاد يُسمع:

 

— "لا أحد يأتي إلى هنا للراحة، دكتور."

 

سألتها:

 

— "وماذا عنكِ؟ لماذا أنتِ هنا؟"

 

ترددت للحظة، ثم ابتسمت تلك الابتسامة التي لا تخبرك بشيء، وقالت:

 

— "أنا هنا منذ مدة… أطول مما يجب."

 

*****

 

في الليلة الأولى، لم أستطع النوم. كان هناك صوت خافت، كأن أحدهم يهمس خلف جدار غرفتي. نهضت بحذر، أشعلت مصباحي الزيتي، وخرجت إلى الرواق.

 

كان كل شيء ساكنًا، لكنني شعرت بأن المكان نفسه يتنفس. الأرضية تصدر أنينًا تحت قدميّ، والجدران بدت وكأنها تتقلص وتتمدد ببطء.

 

ثم لاحظت بابًا في آخر الرواق… بابًا لم يكن مثل باقي الأبواب.

 

كان مغلقًا بقفل صدئ، لكن الأهم من ذلك… كانت هناك علامات على خشبه، كأن أحدًا قد حفر بأظافره كلمات غير مفهومة. اقتربت، مررت أصابعي على الخدوش، وفجأة…

 

— "لا تلمس الباب."

 

تجمدت في مكاني، والتفت ببطء.

 

كانت المرأة النحيلة، واقفة في الظلام، عيناها مفتوحتان على اتساعهما.

 

— "لماذا؟"

 

— "لأن من فتحه قبلك… لم يعد ليخبرنا بما رآه."

 

ما الذي يخفيه الباب؟ ومن هم هؤلاء النزلاء حقًا؟ والأهم… هل كان ينبغي لي أن آتي إلى هنا؟

 

كل ذلك سأعرفه قريبًا، لكن ليس قبل أن يطرق الموت بابي.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334279
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190518
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181799
4الكاتبمدونة زينب حمدي169891
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131117
6الكاتبمدونة مني امين116840
7الكاتبمدونة سمير حماد 107986
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98120
9الكاتبمدونة مني العقدة95199
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين92041

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
2الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
3الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
4الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
5الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
6الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
7الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
8الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
9الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
10الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15

المتواجدون حالياً

434 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع